الوقاية واتّباع الحمية من أهم النّصائح لمرضى القصور الكلوي والسكري والقلب حذّر أطباء ومختصو الأمراض المزمنة من التعقيدات والمضاعفات الصّحية التي يمكن أن يتعرّض لها مرضى القصور الكلوي وداء السّكري والضغط الدمّوي بسبب حرارة الصيف، خاصة على مستوى الشواطئ، ما ينعكس سلبا على الوظائف الحيوية للأعضاء الهامة في جسم الإنسان، وقد تترتّب عنها أمراض أخرى أكثر خطورة. * كشف رئيس الفيدرالية الوطنية لأمراض الكلى، محمد بوخرس، ل»الشروق اليومي«، أن قرابة 13 ألف من مرضى القصور الكلوي يعانون من أزمات حادة خلال فصل الصّيف نتيجة عدم تقيّدهم بشرب كمية الماء التي من المفروض أن يستهلكوها يوميا، حيث لا تتعدى الكأس الواحدة. وأوضح أن عملية تصفية الدم التي يجريها هؤلاء يوما بعد يوم تثقل كاهلهم وترهقهم صحّيا، ففي حال مضاعفة كمية استهلاك الماء المتواجد في الخضروات والطعام والقهوة والمشروبات بمختلف أنواعها، تؤزّم وضعهم أكثر، لأنها تتجّه مباشرة إلى القلب الذي تتواجد فيه حوالي 5 لترات من الدّم، لترتفع الكمية في هذه الحالات إلى حوالي 8 لترات عندما تختلط بالماء، وهو ما يترتّب عنه بالدرجة الأولى إرهاق كبير على مستوى القلب قد يؤدي إلى توقّف نشاطه في أيّة لحظة. * ويحذّر الأطباء والمختصّون في التغذية من كثرة استهلاك هذه الفئة من المرضى للفواكه الموسمية والمأكولات التي تحتوى على نسبة كبيرة من البوتاسيوم مثل الموز واللّوز والجوز والأناناس والخوخ وحب الملوك والبطّيخ (كانتالو) لأنّ الكلى هي التي تتكفّل بتصفية البوتاسيوم. وينصحون أيضا بتجنّب تناول المأكولات التي تحتوى على نسب كبيرة من الملح، لأنها تدفع بصاحبها إلى استهلاك الماء بكثرة نتيجة العطش، فأفضل وقاية لهؤلاء من هذه الأخطار اتّباع الحمية المناسبة والنّظام الجيد في التغذية من أجل وضع حدّ للمؤشّر الخطير من وفيات القصور الكلوي الذي قارب 50 ألف وفاة في ظرف 3 سنوات. * وهناك فئة ثانية من المرضى لا تقّل نسبة الخطر التي تترصدهم عن أولئك الذين يعانين من داء القصور الكلوي، ويتعلّق الأمر بمرضى السكّري الذين يحذّرونهم الأطباء من التعقيدات الخطيرة الناتجة عن عدم احترام الحمية الخاصة، من خلال تجنّبهم تناول الفواكه التي تحتوي على نسب عالية من السكّريات. فارتفاع نسبة السكّر في الجسم تؤدّي في غالب الأحيان برأي الأطبّاء إلى توقّف نشاط العروق الرّقيقة في العينين ومن ثمّ يصاب المرضى بعاهة العمى، وهو ما يؤدّي، على المدى القصير، إلى توقّف نشاط العروق الخاصة بالكلى ومن ثمّ يتوّقف نشاط الكلى هي الأخرى. * من جهته، أوضح رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود »بارني« بحسين داي، البروفيسور رجيمي ل»الشروق«، أن مرضى القلب هم أيضا في حاجة إلى عناية خاصة خلال هذه الفترة ونصحهم بالابتعاد، قدر المستطاع، عن أشعّة الشّمس وتبليل أجسامهم بالماء من حين لآخر، لأن الحرارة تعمل على خفض نسبة الماء في الجسم ما يدفع بهم إلى استهلاك كمّيات مضاعفة تُرهق نشاط ووظيفة قلبهم. كما أن الحرارة العالية بحسب البروفيسور تجفف رئتيهم مع مرور الوقت، ما ينعكس سلبا على عملية التّنفس وتخثّر الدم في عروقهم وتكمش لحم أجسادهم شيئا فشيئا وهو ما يؤدي بالمريض إلى الغثيان. وفضلا على اتّباع الحمية المناسبة، نصح المتحدّث بالمداومة على أخذ الدّواء واحترام توقيته. * أما بالنسبة لمرضى الضّغط الدموي، فهم أيضا معرّضون للخطر، حيث أفاد رئيس الجمعية الوطنية لأمراض الضّغط الدّموي، مخبي خير الدين، أن عدد المصابين بالدّاء في الجزائر فاق 6 ملايين شخص، بمعدّل 35 بالمائة والمشكل الكبير الذي يواجهونه في الوقت الحالي، أن دواءهم يتواجد ضمن قائمة 150دواء المستوردة من الخارج والنّادرة جدا. وبالرّغم من تصنيف الداء ضمن الأمراض المزمنة، إلاّ أن دواءه لا يعوّض بنسبة 100بالمائة بل بنسبة 80 بالمائة فقط. ونصح المتحدّث هؤلاء المرضى بعدم بذل مجهودات إضافية وإرهاق أنفسهم خلال هذه الفترة، إلى جانب استهلاك كميات كبيرة من الماء وتجنّب استهلاك المشروبات الكحولية.