المنشد الشاب جلول لم أندم أبدا على اعتزال الغناء لأنني أسعى إلى حسن الخاتمة كشف المنشد الشاب جلول، ونجم أغنية الراي السابق، عن اعتكافه على تسجيل آخر ألبوماته الإنشادية تحضيرا للجولة الفنية التي ستقوده أوائل شهر رمضان المعظم القادم إلى مختلف أنحاء الوطن، كما تحدث المطرب المعتزل في هذا الحوار الصريح مع "الشروق"، عن بعض الأمور الخاصة بالوسط الفني والأسباب التي جعلت الشابة خيرة تعود للغناء بعد أن أعلنت اعتزالها. حل شهر رمضان الكريم فما هو جديدك في مجال الإنشاد وكيف يقضي جلول التائب أيام الشهر الفضيل؟ - دخلت الأستوديو وأنا بصدد التحضير لألبومي الجديد الذي سيكون إن شاء الله في طابع المديح الذي تحولت إليه مؤخرا، وهو من كلمات محمد حسين وألحان توفيق رمضان، ويتضمن ألبومي الأخير نشيدا عن اليتيم وآخر عن المخدرات وثالث عن الأم ورابع عن الحجاب، أما بخصوص برنامجي لشهر رمضان المعظم فأنا على موعد مع جمهوري في الشرق الجزائري وتحديدا بقسنطينة وكذا بمدن الغرب، كما سأحيي سهرات فنية دينية بالعاصمة وتحديدا ليلة من ليالي الإنشاد والمديح الديني التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بالإضافة إلى تنشيط برنامج الحفلات الذي سطرته وزارة الشؤون الدينية والجمعيات الخيرية، فيما سأتوجه خلال ال15 يوما المتبقية إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك عمرة. أنشودة عن الحجاب.. يبدو أنك تنوي التحول إلى داعية؟ - ليس هذا بالضبط لكن الأنشودة هي دعوة للشابة الجزائرية للتحجب بطريقة محببة، وإقناعها بأن الحجاب يجملها ويضفي عليها نورا على نور، فالحجاب فرض وعلى الجزائرية أن تحرص على ارتدائه. وماذا عن الأم؟ - الأم هي مفتاح الجنة، ومن أراد الجنة فعليه بطاعة الأم وبر الوالدين وصلة الرحم. ألم يشعر جلول في قرارة نفسه بالندم بعد تحوله عن أغنية الراي؟ - لم أندم، ومن غير الممكن أن يراودني شعور بالندم لاعتزالي، من منا لا يحب محبة الله، ومن منا لا يسعى للقاء الله ورسوله في أحسن حال وبميزان مثقل بأعمال الخير. ماذا عن بقية الفنانين الذين صرحت في أحد اللقاءات الصحفية أنهم على شفا حفرة من الاعتزال؟ - صحيح أنهم اتخذوا خطوة جريئة نحو الاعتزال، وأصبح كلا من الشاب رضوان والشاب أنور وحسني الصغير يترددون على المساجد لأداء الصلوات الخمس باستمرار، غير أنهم لم يعلنوا اعتزالهم بعد، ثم سلوك التوبة غير سهل وليس بالسهل عليهم التخلي عن المال والشهوات والبذخ هكذا بين عشية وضحاها، "المهم راهم يصلوا" والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأتمنى أن يلتحقوا بسفينة التوبة في أقرب الآجال، فالرجوع إلى الأصل فضيلة وحتى وإن لم يعتزلوا فهم مطالبون بتنظيف أغانيهم من الكلمات القبيحة. لكن تخليهم على ذلك سيكون حتما على حساب شهرتهم وحتى على المداخيل المغرية التي كانوا يحصلون عليها؟ - الفن ليس في أغنية الراي فحسب، فحتى الأنشودة الدينية اليوم تحولت إلى فن عالمي تقام لها مهرجانات ضخمة تضاهي المهرجانات التي تحتفي بالطبوع الغنائية الأخرى، ما عساني أقول.. أدعو لهم بحسن الخاتمة والسلام، ثم يجب على الفنان أن يفكر في المجتمع الذي يعيش فيه وكيف يساهم في نشر القيم التي حث عليها الدين الإسلامي.. يجب أن نفكر في إخوتنا وفي أمهاتنا وأبنائنا. على ذكرك للأبناء، ماذا لو اختار ابنك مستقبلا أن يسلك طريق الغناء؟ - هذا مستحيل، لأنه من بين الأسباب التي جعلتني أبتعد عن الغناء تفكيري المستمر في ابنتي وابني. يبدو أن تجربة الشابة خيرة الفاشلة في الاعتزال لم تحد من عزيمتك على دعوتهم لترك الغناء؟ - لا تظلموا الشابة خيرة، أقسم أنها كانت لها نية حسنة في تطليق الغناء، لكن الظروف الصعبة التي عاشتها في تلك الفترة كادت أن تؤدي إلى تهديم أسرتها وهي التي جعلتها تعود للغناء مجددا، لكنها وعدتني أنها ستعتزل بشكل نهائي مستقبلا وقالت لي: "ما دام أنني ذقت حلاوة الإيمان فسأعود حتما إلى طريق الله". وما هي الظروف التي جعلتها تتراجع وتنزع الحجاب بعدما قامت بارتدائه وأكدت أنها لن تتخطى عتبة الكباريهات بعد أن أعلنت اعتزالها؟ - خيرة اعتزلت الفن لكنها لم تغير الوسط، سواء تعلق الأمر بداخل بيتها أو في الخارج، أما أنا فقد غادرت الأماكن التي كنت أتردد عليها وهجرت أصدقائي، وأصبحت أخالط الأئمة، وهو الأمر الذي لم تفعله خيرة. ماذا تقصد؟ - أعفني من الإجابة لأن الأمر يتعلق بأسرار بيوت. قلت سابقا إنك كنت في مرسيليا لغرض إحياء سهرات لفائدة الجالية الجزائرية بفرنسا، كيف كان تعليقهم على طابعك الجديد؟ - اكتشفت أنهم كانوا جد متشوقين لرؤيتي والتحدث إلي، كما اكتشفت أنهم كانوا جد معجبين باختياري وجرأتي. وماذا عن حياة جلول الخاصة؟ - أعيش مع عائلتي وهي رأس مالي، وأرتزق من دكان المواد الغذائية العامة الذي أملكه.