إذا رأيت شعبا لا يحترم نظام الصف، ولا يحرص على أخذ دوره فيه، فاعلم أنك أمام شعب متخلف بكل المقاييس، ولا تنتظر منه وفاء بحقوق الآخرين، حتى لو كان شعبا مسلما يقول رسوله صلى الله عليه وسلم "استقيموا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم". * إن طبيعة البلادة التي تقيد حركة بعض المسلمين في نطاق الأثرة المضروبة على سائر تصرفاتهم وسلوكاتهم، هي التي تجعل صفوفهم في بيت الله أقل استقامة وأكثر اعوجاجا واضطرابا، برغم من إلحاح الأئمة في ضرورة النظام والاستقامة. وأي صلاة يقف فيها المؤمن منعزلا عن إخوانه، وأي روح للصلاة إذا لم تكن تدل في منظر الجماعة على الوحدة والتكتل والنظام !! لقد راعني أن أرى في مساجدنا حبلا لتنظيم الصف في الصلاة، وكثيرا ما تساءلت: هل الأمة التي تحتاج إلى حبل لتنظيم صفها في أعظم عبادة جماعية، تستطيع أن تقف صفا، واحدا، متراصا ومستقيما في وجه أعدائها؟ لست متأكدا من ذلك، لكنني على يقين أنني عندما أرى هذه الأمة صارمة في مراعاة النظام في كل مكان، شديدة الإحساس بحق الآخرين، مؤثرة إرضاء الله على إرضاء الناس، عندما أرى هذه الخلال تلتقي فيها، وتتحول إلى عبادة، سأثق أنها تأخذ طريقها صعدا إلى القمة، أما قبل ذلك فهي أمة متخلفة، لا تسر صديقا، ولا تخفيف عدوا، حتى وإن صلت وصامت وأقامت الليل !!