السؤال : فضيلة الشيخ عندي إشكال؛ بعدما قرأت الإجابة عن سؤال الأخ عن بطلان الصيام عند قولنا: إننا إذا نوينا الإفطار أفطرنا بالرغم من عدم تناولنا للمفطرات، فأنا كان عندي دين أقضيه، وفي أحد الأيام قلت: إنني سأفطر.. ولكنني لم أفعل وأتممت ديني، وها قد دخل شهر الصيام فماذا أفعل؟ مع العلم يا شيخي أنني لم أكن أعلم حقيقة الأمر . * الجواب : من شرط النية في الصوم استصحابها في جميع النهار، فمن أصبح صائما ثم نوى الفطر انقطعت نيته لقوله (صلى الله عليه وسلم): "إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، وهذا نوى الفطر فله ما نوى. وفي قولك : إنني سأفطر ولكنني لم أفعل وأتممت ديني، أحد احتمالين : - أحدهما : أن تكون قد نويت رفض الصيام وعدم إتمامه فيبطل ولو لم تفعل شيئا من المفطرات . - والثاني: أن تكون قد عزمت على تناول الأكل أو الشرب أو الجماع من غير أن تقطع نية الصوم ثم تركت ما عزمت عليه، أو نطقت بذلك ولم تستحضر في قلبك نية الفطر فهذا لا شيء عليك فيه لأنك لم ترفع النية. السؤال : هل بلع النخامة في رمضان مفطر أم لا، أفتونا بارك الله فيكم؟ . الجواب : النخامة ومثلها البلغم كالريق لا يفطر بلعها الصائم ولو كان ذلك عمدا، ولو وصلت إلى طرف اللسان وقدر على طرحها، ولا قضاء عليه في شيء من ذلك لا وجوبا ولا ندبا، والأفضل له طرح ذلك، فإن فعل فلا شيء عليه وقد أساء. السؤال : هل استعمال مزيل الروائح الجسدية في نهار رمضان مفطر، علما أنه يحتوي على الكحول؟ . الجواب : العطور مكروهة للصائم إذا كانت قوية تتسبب في إثارة الشهوة، أما الخفيفة مثل التي يستعملها كثير من الناس لدفع رائحة العرق فلا كراهة فيها ولو احتوت على الكحول، لأن مادة الكحول ليست نجسة على الراجح. السؤال : ندى من الجزائر تقول : كنت قد بدأت في اليوم الأول من رمضان ختمة جديدة بعد صلاة الفجر، وفي صلاة التراويح بدأت من حيث توقفت، فهل صلاة التراويح صحيحة أم كان ينبغي أن أبدأ من الأول؟ . الجواب : صلاة التراويح صحيحة، سواء بدأتِ القراءة من أول المصحف أو وسطه أو آخره، لأنه لا يشترط لصحة التراويح قراءة القرآن كله ولا قراءة أجزاء معينة منه، فلو أن أحدا صلى بالفاتحة وسورة الإخلاص لأجزأه ذلك لقوله تعالى: (فَاقْرَؤوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)، والمستحب أن يختم القرآن الكريم . السؤال : أود الاستفسار عن حكم من تجشأ ( تقرّع ) بحيث وصل الماء إلى حلقه، ولكم منا جزاء الشكر . الجواب : وصول الماء إلى الحلق أو الفم يسمى القلس، أما الجُشَاء فهو خروج الصوت مع ريح من الفم عند امتلاء المعدة وهو ما يسميه الناس بالعامية (التقراع)، فأما القلس وهو الماء الصاعد من المعدة فحكمه حكم القيء، فإن تعمّد إخراجه بطل صومه ولزمه القضاء، وإن خرج غلبة ولم يتجاوز الحلق فلا شيء فيه، وإن تجاوز الحلق إلى الفم بحيث يمكن طرحه وطرحه فلا يبطل صومه وإن رجع إلى حلقه فيبطل وفيه القضاء، وأما الجُشَاء فلا يفطر الصائم . ولكن ينبغي أن ننبّه على أمر مهم، وهو أن سبب الجُشَاء الشبع، ومن أدب الإسلام أن لا نتجاوز الحد في الأكل حتى يُمتلأ البطن ونُصاب بالتخمة، وبالتالي يحصل لنا الكسل والخمول والتثاقل عن الطاعة، وقد روى الترمذي وابن ماجه بسند حسن عن ابن عمر رضي الله عنه قال: تَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ: "كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ، فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ القِيَامَةِ"؛ وروى الطبراني وأبو نعيم في الحلية بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "سَيَكُونُ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتِي يَأْكُلُونَ أَلْوَانَ الطَّعَامِ، وَيَشْرَبُونَ أَلْوَانَ الشَّرَابِ، وَيَلْبَسُونَ أَلْوَانَ اللِّبَاسِ، وَيَتَشَدَّقُونَ فِي الكَلاَمِ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي"، والتوسط في كل شيء أفضل وهو ما عناه الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن مقدام بن معديكرب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم" يقول: "مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ " . السؤال : داودي مصطفي بن محمد من ولاية غرداية يقول : هل الموسيقى تبطل صوم المسلم؟ . الجواب : سماع الموسيقى ليس من مبطلات الصيام ولكنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وهي بريد الزنا ومثيرة للشهوة وداعية إلى الفاحشة وموقعة في شراك الحب والهوى، ولذلك حرّمها أكثر العلماء سدّا لذريعة الفساد، وقد كان ابن مسعود رضي الله عنه يقسم بالله أن المقصود بقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) هو الغناء، وروى البخاري في صحيحه عن أبي عامر وأبي مالك الأشعري رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال : " لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ " .