كثيرا ما تقلب مائدة الإفطار وتطرد الزوجة من البيت بسبب خطإ في تحضير الطعام، وربما يحدث الطلاق جراء احتراق "الشوربة" أو عدم تحضير "البوراك". * وإذا ما نامت الزوجة وغفلت عن إيقاظ زوجها للتسحّر فعليها أن تتحمل أبشع عبارات التعنيف وربما الضرب.. هذا واقع الكثير من الجزائريين في رمضان والذي تؤكّده عشرات القصص والحالات التي استقبلتها المحاكم والجمعيات النسوية منذ اليوم الأول من شهر الصيام . * كشفت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، في تصريح للشروق اليومي، أنها استقبلت منذ بداية رمضان العديد من الخلافات الزوجية، منها ما وصل لحد طلب الطلاق، وهذا بسبب مشاكل تافهة معظمها يتعلق بالأكل وملء البطون. وأضافت، أن المرأة تتعرض في كثير من الأحيان إلى "الحقرة" من طرف زوجها الذي يدفع به التوتر والتهور إلى ارتكاب أشياء سرعان ما يندم عليها. فبعض النساء، تقول بن براهم، طردن من البيت بسبب خلل في تحضير الطعام، لكن سرعان ما يعيد الزوج زوجه إلى المنزل بسبب الجوع وعدم احتماله. ومن النساء من تعرضت للضرب والإهانة بسبب غفلتها عن إيقاظ زوجها للتسحر.. والقصص في هذا المجال تضيف المتحدثة كثيرة جدا، فالكثير من الأزواج لفظوا بالطلاق في لحظه غضب، ثم تراجعوا. وفي هذا المجال، تقول محدثتنا، إن المحاكم الجزائرية لا تعتبر الطلاق القائم في لحظة غضب قائما وهذا ما يحث عليه الشرع أيضا حفاظا على الروابط الزوجية . من جهتها أكدت رئيسة شبكة "وسيلة" للدفاع عن المرأة، السيدة رقية ناصر، أنها استقبلت قبل رمضان العديد من النساء اللواتي أبدين تخوفا كبيرا من معاملة أزواجهن، ومنهن من دعت الله ألا تطلق أثناء رمضان. وأضافت، أن الأطفال هم أول ضحايا زيادة التوتر والخلاف بين الزوجين، خاصة وأن رمضان هذا العام صادف العطلة الصيفية، حيث يقضي الطفل جلّ وقته في المنزل ويكون في الكثير من الأحيان شاهد عيان على العديد من حالات العنف والتكسير والطرد، مما يشكل لديه صورة سوداوية عن رمضان. وأكدت السيدة رقية ناصر، أن السهر وقلة النوم تكون، في كثير من الأحيان، سبب توتر الزوج، خاصة إذا كان من المدخنين أو من متعاطي المخدرات والكحول فإنه يصبح أكثر توترا وعدوانيا . في سياق متصل، قال السيد محمد بوجناح، مختص في العلاقات الأسرية وإصلاح ذات البين، أنه سجل حصة إذاعية كاملة تتحدث عن العنف الأسري في رمضان ومضاعفاته السلبية على الزوجين والأطفال، وقال إن الذهنية المتحجرة للأزواج تجعلهم يرتكبون حماقات يصعب إصلاحها، فهناك من الرجال من يصلي ويصوم ويقرأ القرآن وفي نفس الوقت يقدم على طرد زوجه من المنزل وضرب أطفاله، وفي بعض الأحيان يقلب مائدة الإفطار ويحرم أهله من الطعام. وأضاف السيد بوجناح، أن الكثير من العائلات الجزائرية تستقبل رمضان بالتحضير المادي ولا تغتنم الشعائر الروحية والدينية لهذا الشهر الفضيل الذي جاء لتهذيب النفوس وتوطيد أواصل التكافل والمحبة .