مع أنني لا أعرف بالضبط ماذا تعني عبارة -السلفية- إلا أنني أشعر أن العاملين تحت عنوانها هم في سوادهم الأعظم صورة نبيلة للجماهير المسلمة المحبة لدينها، الحريصة على التمسك به، والدعوة إليه وإحياء شعائره، لكن كلما اقتربت من هؤلاء ودرست أحوالهم، كلما مسني الضر وشعرت بالقلق، خصوصا عندما أحس أن هذه السلفية أصبحت لافتة دينية لتفريق الأمة لا لتوحيدها، وجعل الشقاق بينها متصلا بأصول العقيدة لا بفروعها، والتذرع بذلك إلى استبقاء الفرقة وتعكير صفو الأمة، وتقسيمها إلى سلف وخلف، كلاهما يتربص بالآخر الدوائر، بل يتربص به ريب المنون . فهل يجوز لهذا الشر الواقع أن يجد له نسبا في الإسلام تحت لافتة السلفية أو الإخوان أو الشيعة أو السنة؟ . * أن تحطيم الجماعة الكبرى، تحت أي لافتة، هو جريمة قتل لاتقبل، وليس أكره إلى نفسي من أن تتحوّل السلفية بهذا المعنى إلى سلاح دمار شامل لسحق وحدة الأمة، وخلع جذور أخواتها من التربة التي تشبثت بها دهرا، وليس أحب إلى نفسي من أن تكون السلفية عملا نبيلا لرأب الصدع التاريخي الذي أصاب الأمة، واتفاقا على الأصول الجامعة في هذا الدين، وكل مسلم لا يعين على تحقيق هذا الهدف الكبير، فهو ممن تتناولهم الآية * " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء " * اللهم اجعل سعينا لتوحيد الأمة والذود عن مصالحها عبادة نتقرب بها إليك .