عبد المجيد شيخي بمناسبة ذكرى مرور أربعة عشر قرنا على نزول القرآن، نظّم سهرة أول أمس الأرشيف الوطني معرضا وندوة تحت عنوان "تاريخ القرآن الكريم". وحضر هذه المناسبة العديد من الشخصيات السياسية والثقافية على رأسها رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام، إبراهيم شيبوط الوزير الأسبق للمجاهدين، محمد العربي دماغ العتروس، والعديد من المثقفين وبعض السفراء. وقد لفت حضور الشيخ عبد الرحمن الجيلالي الأنظار بمشاركته في هذه الذكرى. وقد تميّز المعرض بتسجيل العديد من الوقفات عند الكثير من المحطات المفصلية التي كانت علامات دالّة على انتشار الدين الإسلامي عبر بقاع الأرض مشرقا ومغربا. وقدّم الدكتور عبد المجيد شيخي شروحا وافية للحضور تناولت أنساب الرسل والديانات التي كانت سائدة في الجزيرة العربية قبل نزول القرآن، وكذا الوضع السياسي الذي واكب بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ثم تناولت الشروحات المحطات التي تلت ذلك وأهمها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وأهم الأحداث والتطورات التي عرفها الإسلام على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء من بعده. لينتهي الدكتور شيخي إلى التعريج على أسرار القرآن الكريم، وأسباب انتشاره عبر العالم. وقدّم مدير الأرشيف الوطني خريطة تبيّن أهم الطرق الصوفية التي وُجدت في الجزائر وكان لها الفضل الكبير في الحفاظ على الدين الإسلامي الذي حاول الاستعمار الفرنسي تجريد الجزائريين منه عبر العديد من الوسائل. بعدها قدّم الدكتور برضوان وهو من أهم المختصين في التأريخ للقرآن الكريم محاضرة بدأها بالحديث عن قيمة القرآن الكريم مؤكدا أنّ أحسن من تناولها هو الرسول صلى الله عليه وسلم. وعرّج المحاضر على الكثير من الآراء التي قالت بخلق القرآن معتبرا أنّ "أهل السنة والجماعة أجمعوا على أنه ليس مخلوقا، وإنما هو كلام الله تعالى". وانتقد الدكتور برضوان مزاعم التيار الجديد الذي يُروّج له في الجامعات الغربية، وعلى رأسها تيار تمثّله جامعة السوربون الفرنسية، ويروّج هذا التيار لقراءة القرآن بطريقة مختلفة، لأهداف مغرضة تصبّ كلّها في محاولة تحطيم القرآن الكريم. وقال الدكتور برضوان بلهجة شديدة "لا يمكن أن يكون هناك من هم أعلم من الصحابة رضوان الله عليهم، وهم لم يُقدّموا مثل هذه القراءات رغم قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم". في مداخلة الدكتور عبد المجيد شيخي ركّز على التنبيه إلى أنّ الوقت قد حان بالنسبة للمسلمين للعودة إلى مرجعيتهم وإعادة توظيفها في مختلف المناحي الفكرية، وهذا من أجل إعداد العدة للدخول في حوار مع الآخرين لئلا ننجرف مع ما يقوله المستشرقون. وأكد الدكتور شيخي أنّ الجزائر ليست في آخر الركب بين الأمم التي درست القرآن، غير أنّه تأسف لما تعرضت له الجزائر من مسخ على أيدي الاستعمار الفرنسي، الذي نهب مخطوطاتنا، وهي اليوم موجودة بباريس، وتأسف الدكتور شيخي لكون النهب لم يكن فقط من طرف الدولة الفرنسية، وإنما ساهم فيه أيضا الأفراد الذين يقومون اليوم ببيع الكنوز التي نهبوها، وضرب مثلا بعمليات السطو التي تعرضت لها مكتبة الأمير عبد القادر.