أوقفت إدارة يوتيوب بشكل مفاجئ حساب "الشروق" على موقع الفيديو الشهير الذي تبث من خلاله "الشروق تي في" تقاريرها المصورة لجمهورها عبر الأنترنت، وجاء توقيف يوتيوب ل"الشروق تي في" بعد بثها فيديو لانطلاق الوفد الجزائري المشارك في قافلة شريان الحياة 5 من مقر الشروق من أجل كسر الحصار على سكان قطاع غزة المحاصرين، وعلى خلفية أن " الشروق " ترعى هذه التظاهرة الإنسانية ذات البعد الدولي . وقامت إدارة يوتيوب في البداية بحذف فيديو قافلة شريان الحياة الذي بثته الشروق تي في مباشرة عقب زيارة الوفد الجزائري لمقر الشروق من أجل إعلان انطلاق الوفد الجزائري منها، ونقل الفيديو المحذوف صور الوفد الجزائري لكسر الحصار على غزة ومعلومات عن قافلة شريان الحياة 5 وما تحمله من معونات للغزاويين، وسجل قبل حذفه في وقت قصير أعدادا كبيرة من المشاهدة، لكن يوتيوب سارع لحذفه، رغم أنه لا يتضمن أي محتويات مخالفة لقوانين البث عبر الموقع مخالفة أو محرضة على الكراهية والعنصرية ضد أي طائفة أو دين، في حين زعمت إدارة أكبر موقع لتحميل مقاطع الفيديو أن نشر مثل هذه المادة يُعتبر خرقا للقوانين المعمول بها ! ولم تكتف إدارة يوتيوب بحذف فيديو كسر الحصار على غزة، بل لجأت في خطوة مفاجئة إلى تعليق قناة " الشروق تي في " بأكملها بكل ما تتضمنه من فيديوهات وتقارير سبق للقناة إن بثتها . ويطلب الموقع عادة من زواره لفت انتباهه إلى أي مضامين مزدرية للأديان والثقافات ومحرضة على العنصرية والكراهية بشكل مخالف لقوانين نشره، وفي حال تسجيله لأعداد كبيرة من التنبيهات يقوم بحذف الفيديو المشار إليه، غير أن كثيرا من النشطاء العرب والمسلمين عبر يوتيوب والشبكات الاجتماعية الكبرى بصفة عامة يتهمون هذه المواقع بالانتقائية عندما يتعلق الأمر بقضايا المسلمين، وبالانحياز الصريح لليهود، بدليل أنهم غالبا ما لا يستجيبون لاحتجاجات المسلمين على بعض المضامين المشوهة للإسلام والمحرضة على كراهية المسلمين التي ينشرها نشطاء يهود عبرها، في حين تُسارع إدارة الموقع لحذف ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية وكسر الحصار على غزة والمطالبة باستقلال فلسطين، باعتبارها في نظرهم مواد إعلامية "إرهابية" أو "تشجع على الكراهية ومعاداة السامية". وبلغت احتجاجات النشطاء المسلمين في مرات سابقة إلى درجة الدعوة إلى مقاطعة تلك المواقع وفتح مواقع إسلامية على شاكلة يوتيوب وفايسبوك بعد ما أحسوا أنها دائما تنحاز ضدهم وضد قضاياهم التي يدرك الجميع أنها قضايا إنسانية وعادلة. للتذكير، فقد أوفدت الشروق 3 من صحفييها لمتابعة تفاصيل قافلة شريان الحياة 5 وتغطية هذه الحملة الإنسانية الدولية التي تعد "الشروق" راعيتها الإعلامية في الجزائر، كما أنها سبق وأن أوفدت صحفيين اثنين في "أسطول الحرية"، وتابعوا تفاصيل الحملة التي انتهت بمجزرة صهيونية في حق النشطاء الإنسانيين، بالصوت والصورة، وقد كانت كاميرا "الشروق" الوحيدة التي وثقت هذه الاعتداءات الصهيونية وهربتها من سجن بئر سبع بالأراضي المحتلة إلى درجة جعلت "قناة الجزيرة" تبثها في نشراتها الإخبارية كمصدر حصري ليطلع عليها الرأي العام العالمي.