جاءت ردود فعل الصحافة العربية في صالح خيار المصالحة الذي حظي بإشادة وثناء وسائل الإعلام العربية التي ثمّنت القرار ووصفته بالقرار الحكيم الذي وضع حدا للخلاف والتوتر الكبيرين اللذين ميزا العلاقات المصرية الجزائرية منذ مواجهة المنتخبين، خاصة أن الخلاف بين قطبين من أكبر الأقطاب الكروية العربية لا يخدم على الإطلاق التوّجه العربي الحاصل في الفترة الحالية، والقاضي بتوحيد الجهود من أجل دعم القطريين في تنظيم مونديال 2022 . * وكان العنوان الأبرز الذي تصدر الصحف العربية الصادرة أمس مرتبطا أساسا بعبارة "نهاية الأزمة المصرية-الجزائرية" الذي وقع عليه خيار مختلف وسائل الإعلام العربية، على غرار ما ورد في صحيفة الحياة اللندنية التي عنوّنت مقالها الخاص بهذا الملف ب"زاهر وروراوة يغلقان ملف "الأزمة" الجزائرية-المصرية"، ناقلة تصريحي الرجلين اللذين صبا في خانة ضرورة فتح صفحة جديدة، في حين اهتم موقع رويترز العربية بهذه المبادرة وعنون المقال المخصص لها ب"زاهر وروراوة يعلنان انتهاء الخلافات بعد مبادرة قطرية.."، والذي تم الإشارة فيه إلى قرار عودة مصر للمشاركة في منافسات كأس شمال إفريقيا التي أعلنت انسحابها منها في وقت سابق، كما سارت الصحف المصرية على نفس النهج على غرار ما نقلته صحيفة الأهرام المصرية التي عنونت مقالها ب"زاهر وروراوة يتصالحان في الدوحة.." وتناولت أغلب الصحف المصرية هذا الخبر بإيجابية دون الخوض في التعليقات والتأويلات التي تبناها بعض الإعلاميين المعروفين بإثارة الجدل، وكانوا من أبرز المساهمين في تأجيج نار "الفتنة" بين الجزائر ومصر في عزّ عمر الأزمة بين البلدين. * الغندور وشبانة يغردان خارج السرب * على غير العادة لم يتوان الإعلامي المصري خالد الغندور في تبني موقف غريب يتوافق مع قناعاته المتغيرة وغير الثابتة، عندما وجّه انتقادا شديد اللهجة لسمير زاهر بعد موافقته على الصلح مع روراوة، حيث قزّم بشكل كبير خبر المصالحة قائلا:"لا أدري ما سبب اهتمام وسائل الإعلام بخبر المصالحة، فالموضوع غير مهم لأنه مجرد خلافات شخصية بين وزاهر وروراوة ولا يتعدى كونه أكثر من ذلك.. ولا توجد خلافات بين الشعبين المصري والجزائري.."، في تصريح غريب من شخص كان من أكبر المنتقدين والمتبنيين لحملة السب والشتم التي طالت كل رموز الدولة والشعب الجزائري، ويبدو أن الغندور لم يهضم خيار المصالحة الذي دعا إليه العقلاء مرارا، وإلا كيف نفسر مطالبته زاهر بعدم الحديث باسم المصريين وتقليله من شأن روراوة .."أطالب زاهر بعدم إقحام اسم مصر في هذه التفاهات لأن مصر أكبر منهما معا.."، وهو نفس الموقف الذي تبناه الإعلامي الآخر محمد شبانة الذي تربطه علاقة متوترة بزاهر وصلت إلى أروقة المحاكم، حيث قللّ صاحب برنامج "الكورة أون لاين" من أهمية خبر الصلح بين زاهر وروراوة، وكال اتهامات خطيرة لهذا الأخير وتحدث عن "صفقة" بين أبوريدة وروراوة لمساعدة الأخير في انتخابات المكتب التنفيذي للفيفا "روراوة هو من اختار موعد الخصام وموعد الصلح..روراوة يهدف للفوز بعضوية المكتب التنفيذي للفيفا لهذا خطط للحصول على صوت مصر ممثلا في هاني أبوريدة.."، قال شبانة الذي عرف بحقده الدفين على كل ما هو جزائري خلال فترة الأزمة الأخيرة، ويأتي موقف الإعلاميين المصريين ليؤكد وجود نزعة "شيطانية وظلامية" لا يساعدها "ترتيب" و"تحسين" العلاقات الجزائرية-المصرية مادام أنها تجنح لخيار صنع الأمجاد والأسماء على "جثث وأنقاض" الغير.