تصوير: علاء بويموت دخلت موجة الاحتجاجات والمواجهات التي يشهدها حي النحيل يومها الثالث، في وقت لازال الوضع متوترا إثر صدامات بين المحتجين، وقوات مكافحة الشغب، سيما بعد إقدام المحتجين ليلة الأحد إلى الاثنين، على اقتحام مركز الشرطة المحاذي لإحدى البنايات، فيما أكد شهود عيان ل"الشروق"، أن قارورة غاز البوتان ألقيت من إحدى الشرفات، غير أنها لم تنفجر وجنبت المنطقة كارثة حقيقية، فيما سجلت إصابات بين الطرفين. * مازالت دوامة الأزمة متواصلة في حي النخيل ببلدية باش جراح، في غياب أي حلول من شأنها تهدئة الوضع، وتجنب إصابات جديدة، بعد تلك المسجلة ليلة الأحد الإثنين، خلال المشادات التي وصفت بحسب شهود عيان بأنها الأعنف منذ انزلاق الوضع بالحي، والتي أدت إلى إصابة بعض عناصر مكافحة الشغب من جهة وبعض المواطنين، كما حاول بعض المحتجين منتصف ذات الليلة اقتحام مركز للشرطة، ما أدى إلى اخلائه بعد وصول تعزيزات من قوات مكافحة الشغب، التي دخلت في اشتباكات مع المحتجين إلى ما بعد منتصف ليلة أمس الأول، حسب ما أكدته مصادر متفرقة للشروق.وأضافت ذات المصادر، أن المنطقة تجنبت كارثة حقيقية، بعد إلقاء قارورة غاز البوتان من إحدى الشرفات والتي سقطت دون أن تنفجر كانت تستهدف حسب نفس المصادر عناصر مكافحة الشغب. * وتبين من خلال أحاديث بعض المواطنين مع "الشروق" التي تنقلت عصر أمس إلى حي النخيل، أن الوضع مازال على درجة من الهشاشة، فالكل يترقب الآخر، قوات الأمن من جهة والمحتجين الذين تجمعوا بجانب العمارات وبداخل أقبيتها، فيما ندد بعض المواطنين بما وصفوه حالة الحصار، التي ضربتها مصالح الأمن على مداخل الحي، التي وقفت على خط واحد بين المواطنين العزل والمشاغبين على حد قول أحد المواطنين، مضيفا أن الوضع كان يمكن احتواءه في البداية، غير أن تعنت السلطات المحلية ودخول بعض الأطراف زاد من تأزم الوضع، مستبعدا في ذات السياق عودة الاستقرار إلى الحي في الظروف الراهنة، كما وجه المواطن الذي تحفظ عن الكشف عن هويته، نداء عبر "الشروق" إلى الأولياء بضرورة تهدئة الشباب وعلى السلطات المحلية التواصل المباشر مع المواطنين، للبحث عن حلول، لأن الأوضاع وصلت إلى نقطة اللارجوع بالنظر إلى الظروف المأساوية التي تعيشها ما يقارب 1100 عائلة، على حد قول ذات المواطن. * من جهته، أكد أحد السكان أنه بات من الصعب جدا العيش داخل تلك البيوت، خاصة وأن ظروف العيش صارت غير مقبولة بتاتا والتي فاق بقاؤهم فيها أكثر من 40 عاما، فسكان حي النخيل -يضيف المواطن- يعيشون في المحتشدات، من الصعب إزالة آثارها من نفوس المواطنين، مؤكدا في السياق ذاته ان إطلاق سراح الموقوفين من المراهقين من بين أبرز مطالب السكان.ولدى مغادرتنا لحي النخيل لوحظ، ان التوتر مازال ظاهرا في أزقة الحي برغم سيطرة عناصر الأمن المدعومة بقوات مكافحة الشغب نسبيا على الأوضاع ببعض مداخله، ما يفرض على جميع الأطراف العمل على نزع فتيل فتنة قد تزيد الوضع تعفنا. قالت إنها تمت بعشوائية في فترة تحويل الولاة النهضة تدعو إلى إعادة النظر في عمليات توزيع السكن الاجتماعي عبرت حركة النهضة عن قلقها بشأن التطورات التي تطبع الوضع الاجتماعي في عدد من مناطق الوطن، والتي أرجعتها إلى تدهور الظروف الاجتماعية، وغياب العدالة في توزيع السكن وتدهور القدرة الشرائية للمواطن.انتقدت الحركة في بيان تلقت الشروق نسخة منه، ظاهره انتشار البيوت القصديرية، واعتبرتها نتيجة فشل مختلف السياسيات الاجتماعية المتبعة من طرف الحكومة، لكنها بالمقابل دعت المواطنين إلى التعقل وحماية الممتلكات والمرافق العمومية والخاصة. ورفض البيان "ميل السلطات العمومية لتسوية المشاكل باستعمال القوة العمومية بدل الحوار الجاد مع المحتجين وإقناعهم والسماع لانشغالاتهم"، لافتا إلى أن "تغييب دور المجالس البلدية والمنتخبين المحليين في توزيع السكن، يعتبر سببا مباشر لحالة الاحتقان التي تطبع الوضع الاجتماعي". ودعا بيان حركة النهضة السلطات العمومية إلى توقيف عمليات ترحيل المواطنين إلى العطلة الصيفية، لعدم ملاءمة ظروف الترحيل، نتيجة ارتباط التلاميذ بأماكن التدريس وكذا للظروف المناخية القاسية في فصل الشتاء، كما شدد البيان على ضرورة إعادة النظر في قرارات توزيع قوائم السكن الصادرة مؤخرا عبر الوطن، والتي تم إصدارها عشية تنقلات بعض الولاة وبعض رؤساء الدوائر من مناصبهم السابقة، بما يدفع المواطن إلى الاطمئنان أكثر في العملية وعدالة التوزيع.