بقلم آ.بوعدو أنا سيدة في الأربعين من عمري لي ثلاثة أطفال أكبرهم مراهق يجد صعوبة كبيرة في التعامل مع أبيه وأنا أعاني من هذه الوضعية وزوجي لا يفهم ولا يتكلم مع ابنه. عندما يتكلم معه يصرخ ويوبخه فماذا أفعل ساعدوني؟ - الحب الأبوي ضروري لشعور الطفل بالأمن، أكدي يا سيدتي لطفلك أنه مهما حدث فإن حبك وحب أبيه له لا جدال فيه وأن موافقتك على ما يفعل هي التي تقبل المناقشة. وبالتالي قد تقومين بتغيير مسار طفلك تماما في السبيل الأفضل. ولكن كل هذا لن يؤثر على أساس علاقتك بصغيرك. فخبرة الوالدين قادرة على تحديد الأهداف المرجوة والسبل إلى تحقيقها من جهة بينما اندفاع الشباب وغروره أحيانا يرفض الاعتراف باقتفاء آثار معالم الطريق الذي يحدده الآباء. من المحتمل أن يغير المراهقون الروابط القديمة بآبائهم ولا ينبغي على أي طرف أن يشعر بالذنب من تلك الحقيقة الطبيعية. ولكن على الوالدين محاولة التقرب من أبنائهم في هذه الفترة الحرجة من العمر وكسب ثقتهم. تذكري يا سيدتي أن الطفل يحب تقليد أبيه خاصة إذا كانت تصرفات الأب تتسم بالقوة والشجاعة لذلك فعندما يفرض الأب الحظر على شيء فقد يطيعه الإبن بالرغم من عدم اقتناعه أحيانا بهذا الحظر، وسبب الطاعة هو أنه يرى أن تصرفات والده لمحة من تصرفاته عندما يكبر. يجب أن تذكري زوجك دائما بأنه المثال الذي يحتذى به طفلك ومن ثمة يجب أن تكون تصرفاته لائقة ومتزنة أمامه. فالأب الذي لا يحاور ابنه المراهق بطريقة هادئة يسمع له ويوجهه إلى الطريق الأمثل ويقنعه بالحوار دائما إذا بدر منه تصرف غير لائق فليصاحبه حتى يخرجه إلى بر الأمان لأن المراهقة هي التي تحدد عمره البالغ. فالعنف لا يؤدي إلا للعنف والشقاق. تنمية مواهب طفلك مثلا كالرسم، الرياضة، الكتابة هي الطريق الوحيد لحمايته من استغلال وقت فراغه الاستغلال الأمثل والابتعاد عن أصدقاء السوء، فالأباء، في هذا الوقت غائبون عن أطفالهم يخرجون صباحا ويرجعون في الليل فهم لا يشاركون في تربية أطفالهم فالأم تتخبط في كيفية تربيتهم ونحن نناشد الأباء أي الرجال إلى أخذ مسؤوليتهم تجاه أبنائهم وهذه الحقيقة التي نلمسها في عياداتنا عندما يكون المشكل. فدائما الأم وحدها هي التي تبادر لطلب المساعدة. عند خروجهم من المدرسة وأخذهم العطلة يتشاجر أبنائي معظم الأحيان بلا سبب، ففي لحظة يكون أطفالي في حالة انسجام تام وهم يلعبون معا ثم فجأة اسمع صوت بكاء وصراخ وعند تنقلي إليهم أجدهم يتشاجرون بسبب نزاعهم على لعبة معينة وأتساءل ما هو الدور الذي أستطيع القيام به لفض هذه المنازعات وإعادة الهدوء إلى المنزل؟ - معظم الأمهات تشتكي من هذا المشكل وإليك بعض الاقتراحات التي تفيد في هذه الحالة 1- حاولي الانتظار لمدة دقيقة أو اثنتين قبل التدخل فالأطفال كثيرا ما يكفون عن الشجار بطريقة تلقائية إذا انجذب اهتمامهم لشيء آخر. 2- إذا وجدت أن سبب شجارهم هو النزاع على لعبة معينة فيمكنك استغلال هذه النقطة لتعلميهم آداب المشاركة ويمكنك الاستعانة بالساعة في جعل كل طفل يلعب باللعبة 10 دقائق وليس أكثر، لأن هذه المدة وإن كانت قصيرة إلا أنها تبدو للأطفال وكأنها بلا نهاية، ثم قدمي اللعبة للطفل الآخر وهكذا حاولي أن تشغلي أولادك بأشياء ولعب يحبونها حتى ينشغلوا عن الضجر والصراخ. بالتوفيق