مهرجان الراي، الذي انطلقت فعالياته أول أمس الإثنين على ركح مسرح الهواء الطلق "شقرون حسني"، أسال الكثير من الحبر على الورق، بسبب تصريحات الطاقم المشرف عليه، حيث زعموا أن نجوم أغنية الراي تنكروا للباهية وهران، وطلبوا مبالغ خيالية قصد المشاركة في المهرجان الذي كان وراء انطلاقتهم الفنية منذ سنوات. سمير بوجاجة ولقطع الشك باليقين وبحثا عن الحقيقة، إتصلت "الشروق اليومي" بمدير أعمال الشاب بلال السيد مصطفى زعرار، حيث وجدناه تحت هول الصدمة بعد قراءته لما نقلته اليوميات الوطنية، وأكد لنا أن كل ما جاء على لسان نصرو الطويل المشرف الفني على مهرجان أغنية الراي، كذب وافتراء ولا أساس له من الصحة، وأضاف "أتحدى أي عضو من لجنة المهرجان أن يثبت اتصاله بالشاب بلال أو حتى مكالمة هاتفية تمت معي بصفتي مدير أعماله.. لا أحد إتصل بنا، الشاب بلال لم يكن أصلا يعلم بوجود مهرجان الراي هذا العام أو تاريخه بدليل أننا كنا مبرمجين لإحياء حفلتين بالدار البيضاء بالمغرب.. قبل أن تلغيا أول أمس بسبب ما يحدث في لبنان". وعن مبلغ ال40000 أورو التي قالت إدارة المهرجان إن بلال قد طلبها حتى يشارك في المهرجان، قال محدثنا إن الشاب بلال لم يسبق له في حياته أن تعاقد بهذا المبلغ، والدليل هو مشاركتنا الدائمة في الحفلات التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ولم يصادف أن قابلتنا أي مشكلة من هذا النوع، لأن أجر بلال معقول جدا، ونحن نضع دائما جمهور الشاب بلال في الجزائر في المقدمة، لهذا فإننا كثيرا ما نقبل المشاركة بأجور منخفضة جدا، ولكم أن تسألوا الديوان"، يضيف السيد مصطفى الذي فسّر ما يحدث "بمحاولة يائسة من المشرفين على المهرجان لتحقيق الشهرة والدعاية على حساب المطربين.. ولأنهم قدموا لوزارة الثقافة ببرنامج وهمي لم يجدوا سوى الكذب على بلال ومامي وخالد للخروج من المأزق وإخلاء مسؤليتهم أمام الوزيرة التي اضطرت للتدخل شخصيا لاستجلاب الشاب خالد للمشارك". وتسأل في آخر حديثه "كيف تضع الوزيرة ثقتها في أشخاص أثبتوا فشلهم على مدار السنوات الماضية، مؤكدا أن الشاب بلال يحتفظ بكل حقوقه في متابعة إدارة مهرجان الراي قضائيا، بسبب الأضرار التي لحقت به جرّاء تصريحاتهم الكاذبة". هذا وعلمت "الشروق اليومي" من مصادر داخل الشركة المنتجة لأعمال مامي أن هذا الأخير لم يفاوض ولم يعطي أي رقم فيما يخص أجره، لأنه كان مرتبطا بنشاطات خارج الوطن وإن كل ما نقلته إدارة المهرجان بهذا الشأن لا أساس له من الصحة. وهو ما يدفعنا إلى السؤال عن الدوافع الحقيقية وراء إدعاءات المنظمين الذين كان من المفروض ترقيتهم لأغنية الراي وليس تشويه صورة المطربين لإخفاء عجزهم في إدارة المهرجان، وهو حال أغلب المهرجانات الوطنية ووراء فشلها الواحد تلو الآخر.. لهذا، فالمطرب وبسرعة من وزارة الثقافة إتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة هذه التلاعبات والالتزام بسياسة صارمة في تسيير المهرجانات، لأن ما يحدث الآن لا يمكن وصفه إلا بإهدار متعمد للمال العام.