أعلن أول أمس، المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية، أن معدل مصاريف الأسرة الجزائرية في النقل الحضري، يبلغ ثلاثة آلاف دينار من مجموع دخلها الشهري، وأوضح بهذا الشأن مدير الدراسات بالمركز، الطاهر حسين، أن تحقيقا ميدانيا حول نفقات الأسرة في مجال النقل ووضعية النقل في الجزائر أكد أن معدل مصاريف الأسرة الجزائرية في النقل بالمدن يصل إلى 3.000 دينار، مضيفا أن "وسائل النقل الأكثر استعمالا هي الحافلة الخاصة". جمال لعلامي بالمقابل، كشف هذا التحقيق الميداني، الذي تم على مستوى 6 ولايات كبرى من الجمهورية، منها عنابة وقسنطينة ووهران والجزائر العاصمة، أن نفقات النقل تعد من بين النفقات والمصاريف الأساسية للأسرة الجزائرية، كالغذاء والصحة والتعليم. وفي سياق آخر، أشار المسؤول في المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية، إلى أن وسائل النقل الخاصة "تلعب دورا كبيرا في تخفيف الضغط في مجال النقل"، إلا أنها لازالت "تحتاج إلى تنظيم في عمليات التنقل". وأوضح نفس المسؤول، أن هذا التحقيق الذي انطلق منذ أربع سنوات، ومسّ بصفة تدريجية 6 ولايات، سيتوجه نحو "وضع إستراتيجية في مجال النقل".. ويُذكر أن هذا التقرير الرسمي جاء في وقت تشهد فيه عمليات نقل المسافرين عبر الولايات الكبرى فوضى عارمة نتيجة تداخل الصلاحيات واختلاط مهام المصالح الإدارية، كما تجدر الإشارة إلى أن بعض الخطوط ما زالت شبه فارغة، الأمر الذي يخلق ازدحاما كبيرا في عملية تنقل الأشخاص، ومعلوم أن عدة خواص إستثمروا في مجال النقل الداخلي، ومن بين هؤلاء صاحب النقل الجامعي محيي الدين طحكوت، الذي مازال في انتظار تسوية وضعيته الإدارية المتعلقة بملف عشرات الحافلات التي اقتناها من الخارج بهدف الاستثمار في النقل الحضري. من جهة أخرى، أعلن المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية، في تقرير آخر، بأن ما يقارب 70 بالمائة من الأسر الجزائرية، تعد "أسرا نووية"، أي أنها تتشكل من الزوج والزوجة والأبناء، وقد أوضح بهذا الصدد مدير الدراسات بالمركز، الطاهر حسين، أن هذه الدراسة حول "أحوال معيشة السكان وقياس الفقر في الجزائر" التي أنجزها المركز بطلب من وزارة التشغيل والتضامن الوطني أظهرت أن "الأسرة الجزائرية النووية تتمركز خاصة في المدن". وأكد ذات المسؤول أن "المجتمع الجزائري يتوجه حاليا نحو خاصية الأسرة النووية"، مرجعا ذلك إلى أسباب بعضها مرتبط بالمستوى التعليمي والدخل الأسري والسكن، مبرزا بأن هذه الدراسة أظهرت أنه بالمناطق الريفية من الوطن مازالت العائلة الجزائرية تتميز بالأسرة الموسعة، أو ما يعرف بالعائلة الكبيرة. وفي هذا السياق، شرح السيد الطاهر حسين كيف أن الأسرة الجزائرية بالمناطق الريفية مازالت تحافظ على "تقاليد خلية الأسرة"، حيث مازالت هذه الأسرة تتشكل من "الجد والجدة والزوج والزوجة والأبناء"، مشيرا إلى أن "متوسط حجم الأسرة الجزائرية يتراوح ما بين 6.5 الى 7 أشخاص".