نظمت اللجنة التنفيذية المشرفة على الحفل الافتتاحي لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، موكبا استعراضيا ارتدت فيه الوزيرة خليدة تومي زيا، متوسطة ضيوف عاصمة الزيانيين من شخصيات فنية وأخرى تاريخية أمام غياب كلّي لوزارة الشؤون الدينية التي تعتبر الطرف الثاني في تنشيط فعاليات الحدث. * استعرضت الفرق الفلكلورية القادمة من بشار وتيميمون وقسنطينة وعنابة وفرقتي عيساوة والعلاوي من تلمسان، مساء أول أمس، على طول الطريق الرابط بين ساحة الأمير عبد القادر بوسط المدينة إلى غاية الساحة المحاذية لقلعة المشور الأثرية، حيث نصبت خيمة شرفية لضيوف التظاهرة، عروضا فنية عكست طابع كل منطقة وخصوصيتها في التعبير عن الفرح من خلال رقصات وأهازيج من عمق الصحراء الجزائرية، وتهاليل وتكبيرات من أقصى الشرق الجزائري، فيما حضرت المنارة الشرشالية من وسط البلاد في شكل مجسم خشبي تعكس طريقة احتفال منطقة الوسط الجزائري بالمولد النبوي الشريف. * الاستعراضات التي تزامنت مع سقوط أمطار غزيرة شدت انتباه عديد المواطنين الذين اصطفوا على أرصفة الشارع الرئيسي للتمتع بما قدمته الفرق المشاركة من عروض استعراضية صنعت الفرجة وأخرج هدوء مدينة الزيانيين لساعة من الزمن من الروتين اليومي، قبل أن يتوّجه الوفد، تتقدمه وزيرة الثقافة، نحو معرض لمجسمات صغيرة تعكس بعض ملامح الثقافة الإسلامية التي كانت سائدة في الأزمنة الماضية. * واستمعت الوزيرة لشروحات حول ما تمتلكه المدينة من خزان ثقافي، قبل أن يتوّجه ضيوف تلمسان إلى قاعة الحفلات للاستمتاع بالسهرة الفنية التي نشطتها فرقة المديح من منطقة القبائل وأهاليل من تيميمون بالإضافة إلى زفرات القنادسة والفردة من ولاية بشار. *
* أصداء * *في الوقت الذي فضّل فيه ضيوف الجلسة الروحية الجلوس وسماع المدائح الدينية من همزية البوصري والنبهاني وعدم الإنشاد من منطق "لكل مقام مقال"، إلا أن هذه القاعدة خرقت من طرف المطرب حميدو و الحاج الغافور اللذين أثبتا قدرة كبيرة على تنشيط جلسة روحية، وذلك لكونهما خريجي مدارس فنية عريقة غالبا ما تعاملت وأدت قصائد مدح النبي، صلى الله عليه وسلم. * *من بين المواقف الغريبة التي وقف عليها ممثلو وسائل الإعلام، الطريقة التي اعتمدتها الوزيرة خليدة تومي عندما دخلت إلى حضرة الولي الصالح سيدي بومدين فقامت بقراءة فاتحة الكتاب قبالة الضريح، قبل أن تخرج بنفس الوضعية أي المشي خلفا إلى أن خرجت من الضريح. * *فضّل العديد من الممثلين والفنانين أضواء الكاميرات والإدلاء بتصريحات للصحافة عوض المشاركة في الجلسة الروحية، عكس الممثلة القديرة شافية بوذراع التي لم تنبز بأي كلمة إلى غاية اختتام الجلسة، مفضلة الجوّ الروحي والدعاء للمسلمين عن أضواء الإعلام. * *من بين النقاط السوداء التي تم تسجيلها في الجانب التنظيمي، إقدام المشرفين على الحفل الافتتاحي على نصب خيمة في الصباح الباكر، الأمر الذي أدى إلى عرقلة حركة المرور خاصة وأن طرق تلمسان معروفة بضيقها.