وصلت مساء الأربعاء الماضي، شحنة المساعدات الجزائرية إلى بيروت قادمة من الجزائر إلى مطار اللاذقية السوري جوا ونقلت برا من سوريا إلى لبنان عبر طريق العريضة الحدودي. وكانت المساعدات الجزائرية المقدرة ب 90 طنا من مختلف المواد الغذائية والبطانيات والمولدات الكهربائية سلمت لهيئة الإغاثة اللبنانية بحضور سفير الجزائر في لبنان، لتوزيعها على النازحين والمهجرين بسبب العدوان والحصار الجائرين على هذا البلد. الطاهر حليسي كانت الحمولة المستقدمة عبر أربع طائرات عسكرية من الجزائر نحو سوريا، شهدت قبل ذلك عدة تأجيلات غير مفهومة، حيث كان مقرر لها أن تشحن إلى مطار رفيق الحريري بلبنان عبر مطار الأردن! وفي حين تحفظت الجهات الرسمية الجزائرية عن تقديم أسباب وتوضيحات هذا التأخير وربطته أخرى ب "انقطاع الطرق داخل الأراضي اللبنانية ونسف الجسور جراء القصف الإسرائيلي"، كشفت مصادر لبنانية ذات صلة بإحدى الجمعيات المدنية المكلفة بالإغاثة أن "تأخر وصول المساعدات الجزائرية وتحويل مهبط الطائرات العسكرية الجزائرية من عمان إلى اللاذقية كان بسبب الشروط الأردنية التي لم يتقبلها الجانب الجزائري على أعلى مستويات الدول". وحول طبيعة ونوعية تلك الشروط أضاف ذات المصدر "أن الأردنيين الذين تعهدوا في الأيام الأولى للعدوان على لبنان بفتح أراضيهم كممر لمختلف المساعدات القادمة من دول العالم تضامنا مع الشعب اللبناني في محنته، تراجعوا عن هذا المبدأ واشترطوا على بعض الدول التي تقدمت بمساعدات دفع مبلغ 30.000 دولار للطائرة الواحدة، مقابل شحن حمولتها من الأردن إلى مطار بيروت"، مشيرا إلى أن الجزائر تلقت طلبا أردنيا بهذا الشأن لدفع 120.000 دولار مقابل نقل "المساعدات التضامنية" إلى لبنان المحاصر، كما تقدم الطرف الأردني بطلب "إيصال شحنة الطائرات الجزائرية بطيارين أردنيين"، علما أن الأردن يملك "إذن المرور الجوي" الإسرائيلي باعتباره دولة تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل وكانت إلى جانب كل من مصر والسعودية من الدول العربية التي وفرت "غطاء سياسيا عربيا" للعدوان على لبنان باعتراف إيهود أولمرت نفسه! وحسب ذات المصادر، فإن السلطات الجزائرية قررت الاستغناء عن "الوجهة الأردنية نتيجة تلك الشروط" غير المقبولة، وفضّلت الوجهة السورية، حيث تم تفريغ الحمولة بمطار اللاذقية ونقلت عبر شاحنات سورية إلى غاية الحدود البرية الفاصلة مع لبنان عبر طريق العريضة، لتنقلها شاحنات لبنانية من هناك بسبب "تخوف الناقلين السوريين من القصف". وحسب مصدر معتمد من هيئة الإغاثة اللبنانية التي شكرت السلطات والسفارة الجزائرية على الوقوف المشرف مع الشعب اللبناني في محنته، فإن "الجانب اللبناني تعمد نزع أغطية الشاحنات المحملة بالمساعدات حتى تسقط الحجة والأسطوانة الإسرائيلية المشروخة بنقل أسلحة وحتى تتأكد طائرات التجسس والرصد الإسرائيلية التي تراقب كل ساكن ومتحرك أن المواد المنقولة مؤونة غذائية وأغراض مدنية".