ينتظر أن يستأنف مطار رفيق الحريري الذي تم قصف مدارجه في اليوم الأول للحرب على لبنان يوم 12 أوت الجاري، نشاطه العادي بدءا من يوم الثالث من سبتمبر القادم، حسبما أكدته مصادر لبنانية مطلعة. طاهر حليسي ويأتي استئناف الرحلات من مطار بيروت الدولي الذي يملك طاقة استيعاب سنوية مقدرة ب 6 ملايين مسافر، عقب اتصالات حثيثة أجرتها الحكومة اللبنانية مع جهات أوروبية خاصة فرنسية وهيئة الأممالمتحدة، لحلحلة الموقف الإسرائيلي الذي كان تبنى حصارا جويا وبحريا وبريا على لبنان، بهدف سد جميع الممرات المؤدية إلى الخارج وخلق ممر آمن مراقب يخضع للإذن الإسرائيلي عبر البوابة الأردنية بحكم العلاقات الدبلوماسية والاستخباراتية المميزة بين عمان وتل أبيب. وحسب مصادر لبنانية فإن استئناف الرحلات عبر مطار بيروت لن يكون كاملا، بعدما تقرر تحويل جميع الطائرات المتجهة إلى بيروت إلى مطار عمان الدولي، كممر إجباري توصل إليه عقب مفاوضات شاقة مع الجانب الإسرائيلي الذي فرض شرطه الأساسي بجعل مطار عمان مكان عبور للطائرات المتوجهة نحو لبنان، وحسب مصادر عليمة فإن هذا الخيار تتحكم فيه معطيات اقتصادية بحتة لتمكين الأردن من تحقيق أرباح مالية اقتصادية للجانب الأردني، في حين تعتقد عدة مصادر أن "الجانب الأمني" هو الأكثر حضورا حيث ستتم مراقبة الطائرات والركاب، وفق الشروط الاسرائيلية التي تتخوف من هاجس محاولة بعض العناصر الاسلامية على غرار الأفغان العرب أو بعض عناصر تنظيمات القاعدة التسلل إلى لبنان لتنفيذ عمليات عسكرية أو مساندة عناصر حزب الله. وكانت عدة أوساط لبنانية انتقدت الطريقة الاردنية في كيفيات التعاطي مع الطائرات الأجنبية والعربية المحملة بالمساعدات للشعب اللبناني في عز محنته ومأساته الإنسانية، عندما اشترط الأردنيون على عدة دول بينها الجزائر مبلغ 30.000 دولار لنقل البضائع من الأردن إلى بيروت برخصة "إسرائيلية" ما كان لخزينة الجزائر أن تفقد 390 ألف دولار في عملية تضامنية بحتة، وهو ما شكل انقلابا أردنيا على الموقف الرسمي المعلن عنه أول وهلة والذي تعهد فيه القصر الملكي بفتح الأراضي الأردنية لتدفق المساعدات الإنسانية! وكان الجانب الجزائري وبتوصيات من أعلى هرم السلطة إنزعج من الموقف الأردني الذي ذهب حد "طلب إيصال المساعدات بطيارين أردنيين" ليتم إلغاء الممر الأردني الخاضع للإذن الإسرائيلي المباشر، وتعويضه بالممر البري السوري عبر معبر طريق العريضة ومعبر طريق المصنع، عقب وصول تلك المساعدات جوا نحو مطار اللاذقية على متن طائرات عسكرية. يذكر أن المساعدات الجزائرية كانت أولى المساعدات المتدفقة على لبنان من خلال 13 طائرة عسكرية محملة بمختلف أنواع المؤن الغذائية والخيم والمولدات الكهربائية بزنة تفوق 500 طن في انتظار 400 طن مرتقبة بفتح مطار بيروت الدولي، وهو ما كان له صداه في الشارع اللبناني والأوساط السياسية غداة زيارة وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس إلى الضاحية وقانا، حيث ينتظر أن يستفيد الجانب اللبناني من الخبرة الجزائرية في معالجة الصدمات النفسية الحادثة بسبب الحرب، في حين انتشرت في لبنان مؤخرا فرق تختص بكيفية وصول المساعدات برا عبر طريق "المقاومين".. وجوا عبر طريق المقاولين!