أدى تساقط الثلوج في مناطق مختلفة من ولايات البليدة، البويرة، بومرداس، تيزي وزو، ومعظمها ولايات تجاور حدود العاصمة إلى غلق جميع الطرق لا سيما منها طرق ولاية البليدةوالمدية وصولا إلى بومرداس والتي فرضت على أصحاب السيارات حظرا للتجول، كما تسببت الثلوج في حوادث مرور عنيفة وقفت الشروق اليومي عليها. لم ننتبه ونحن نتتبع لون الثلوج البيضاء أننا وصلنا إلى وسط مدينة المدية.. ترقيم السيارات التي كانت تحمل أرقام ولاية العاصمة، البليدة، المدية.. والتي اغتنم الكثير من سكانها فرصة تساقط الثلوج والمغامرة بنهاية أسبوع بيضاء، ليلة الأربعاء بالنسبة لسكان مدينة بوفاريك كانت أكثر بردا التي وصلت إليها أجزاء معتبرة من الثلوج أدت إلى اختناق حركة المرور بسبب وقوع حوادث للمرور، حيث تصادفنا وحادثين على مستوى الطريق السريع لولاية البليدة، حيث اصطدمت سيارة كليو بيضاء اللون وشاحنة تجارية تويوتا هلكسي. حاولنا الإقتراب من المكان، لكننا منعنا بسبب وجود حاجز أمني للدرك الوطني طلب منا السير إلى الأمام مع توخي الحذر.. سيرنا باتجاه جبال الشريعة تخلله مرور الكثير من عربات وشاحنات الجيش، حيث اضطررنا للانتظار إلى غاية مرور أكثر من 10 شاحنات ومدرعات كانت تقل أفرادا من الجيش رفقة عربات تقل أفرادا من الدرك الوطني.القردة غابت تحت الثلوج عنصر القردة.. هذا المكان الذي ارتبط اسمه بتكاثر وتوافد الزوار من أجل مشاهدة القردة تحول أمس إلى مكان للفرجة لمشاهدة الثلوج بعد اختفاء هذا النوع من الحيوان بسبب الإنخفاض الشديد لدرجة الحرارة.. تواجدنا بالمكان تصادف ونزول فرقة للدرك الوطني لوضع حاجز أمني لتنظيم حركة المرور، حيث تسببت الثلوج في اختناق حركة المرور بين ولاية البليدةوالمدية، مما استدعى تدخل أعوان بلدية البليدة لفك الخناق عن الطريق باستعمال جرافات وهو ما سهل علينا اختراق مدينة البليدة باتجاه المدية، يؤكد مراد وهو مسير لمحطة بنزين بالمنطقة أن نهاية الأسبوع وبالرغم من البرودة الشديدة، إلا أن ذلك لن يمنع من توافد عشاق الطبيعة على المكان. سكان المدية.. البرد يا خليل الغاز يا شكيب أدى تساقط الثلوج إلى بحث سكان المدية عن الغاز.. الكثير من سكان المدينة كانوا يتجهون صوب المصالح المعنية للبحث عن قارورة غاز البوتان واقتنائها بثمن يزيد عن 400 دينار، مطلب ألح علينا سكان المدينة إيصاله من خلال جريدة الشروق اليومي للسلطات المعنية، حيث لاتزال مدن من أكبر ولاية من حيث التقسيم الإداري تفتقد لغاز المدينة، داخل هذه الولاية وإن كان منظر الثلوج مغريا لدى الكثيرين، لكنه بالنسبة للبعض جزء من المعاناة مع البرد، فكثيرون حدثونا عن معاناتهم ورحلة البحث عن قارورة الغاز، مع كل أزمة شتاء، فسقوط الثلوج لدى سكان المدينة معناه البحث عن قارورة الغاز واقتنائها حتى لو وصل سعرها إلى 1000 دينار. الشريعة.. تجار الثلوج ينتظرون العاصميين بدت الجبال كغير عادتها، لا لأن الثلوج غطت المكان، بل لأن تجار الطبيعة الخلابة يفرضون بتوافدهم مع كل تساقط للثلوج حركة غير عادية على المكان، أكد لنا عمر، تاجر زلاجات أنها الفرصة التي ينتظرها مع كل شتاء من أجل تحصيل بعض الأموال في كراء زلاجات الثلوج سواء للكبار أو الأطفال، مؤكدا أن يوم الخميس هذا سيكون يوما خانقا بالزوار من العاصمة بالدرجة الأولى، إذ تتوافد الكثير من العائلات على جبال الشريعة في أيام تساقط الثلوج، من جهة أخرى أكد لنا أحد أفراد الأمن أن جبال الشريعة وبالرغم من الحصار الذي فرض على المواطنين جراء العشرية السوداء إلى أنها اليوم أضحت أكثر المناطق أمنا مقارنة بالجبال المحيطة بالعاصمة سواء في ولايات البويرة أو بومرداس، مؤكدا أن كثرة عناصر الأمن سواء الجيش أو الدرك وتوافدهم على المنطقة يندرج في إطار ضمان أمن وسلامة المواطنين ورفض محدثنا ذكر أية تفاصيل من حيث الإتجاه المكثف للجيش والدرك على المنطقة، مؤكدا أن نهاية الأسبوع هذا ستكون رائعة لكل وافد على جبال الشريعة.