غزا أمس آلاف سكان الضاحية الجنوبية حارة حريك، في قافلات كبرى وحشود هائلة عظيمة للعودة إلى منازلهم وتفقد جيرانهم بعد شهر من التهجير القسري بسبب التفجيرات وقصف الطيران الإسرائيلي. مبعوث الشروق اليومي إلى بيروت : طاهر حليسي نساء، شيوخ وأطفال هرعوا عن بكرة أبيهم، على طول اوتوستراد الهادي نصر الله لدرجة توقفت فيها السيارات، وترجل الجميع حاملين أعلاما لبنانية وخاصة بحزب الله، فيما شوهد مئات الشبان فوق الدراجات النارية مرفرفين اعلام الحزب، وسط يافطة كبيرة علقت فوق جسر المطار بحارة الغبيري، كتب عليها "نعيش بكرامة ونستشهد بكرامة وما النصر إلا نصر الله"، وبعدها يافطة كبيرة ذكرت أسماء الدول المساندة وغير المتورطة في العدوان، شكرها الحزب على طريقته وكان من بينها الجزائر طبعا! وكان أفراد المقاومة الذين ظهر بعضهم لأول مرة بسلاحهم، ضربوا طوقا أمنيا على المربع الأمني، ومنعوا العبور إليه، خشية وجود قنابل غير متفجرة، وحماية لاملاك الناس من النهب والسرقة، حتى وإن لم تسجل أية حالة لحد الآن. المسيرة التلقائية للشيعة، العودة إلى منازلهم، واكبتها طوابير رفعت أعلاما وصورا مكبرة لحسن نصر الله، في انتظار تجمع شعبي حاشد سيحضره مسؤولون في الأيام القادمة، فيما بدا بعض من فقد منزله "يضحك" غير آبه بالخراب، مادامت الكرامة والسيد حسن نصر الله موجودين، كما قال أحدهم، واستطاع أن يجعل اليهود يبكون ويفرون من منازلهم، وهي الصورة التي لم أشاهدها طوال الحروب العربية السابقة، على حد قوله، فيما نظم آخرون مسيرة أسموها مسيرة الكرامة جابت شوارع الضاحية الجنوبية برمتها، والتي بقيت صامدة مثل بعض البنايات التي قاومت أطنان القنابل الإسرائيلية.