بن بيتور: الخطاب انتصاري ومتخم بذكر الانجازات اختلفت آراء وردود أفعال الاحزاب والشخصيات السياسية في البلاد، حول ما جاء من اصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، في خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الموجه ليلة أمس الجمعة للأمة. * * عبد العزيز بلخادم: خطاب الرئيس استجاب لانشغالات الجزائريين * قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم في أول رد فعل عن خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن في خطاب الرئيس استجابة واسعة لما يطالب به الشارع الجزائري، كتجذير الممارسة الديمقراطية، وتوسيع دائرة التشاور ومراجعة الدستور، ومراجعة القوانين بإشراك جميع الأحزاب السياسية داخل البرلمان وخارجه. * وأضاف بلخادم في اتصال هاتفي مع »الشروق« أن الرئيس بوتفليقة بإعلانه عن إنشاء لجنة دستورية تجمع خبراء في القانون الدستوري ومختلف التيارات السياسية يترك لهم حرية واسعة في تقديم ما تراه مناسبا من آراء واقتراحات ترفع إليه، بشأن مراجعة دستور البلاد، يكون قد استجاب لتطلعات الطبقة السياسية في البلاد. * وردا عن إحجام الرئيس عن تعديل الحكومة وحل البرلمان، اعتبر بلخادم أن حل المؤسسة التشريعية لا فائدة منه مادامت عهدتها ستنتهي خلال سنة، وأضاف أن تغيير الحكومات لا يأتي في خطابات رسمية. أما بخصوص الموقف الرسمي من الأحداث الجارية في ليبيا، فاكتفى الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة بإعادة تأكيد الرئيس بموقف الجزائر المعارض لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية واحترام قيادة الدول وحرية تقرير مصيرها. * ويرى بلخادم أن الاحتجاجات الجارية في بعض القطاعات تعالج في هذه القطاعات نفسها، معتبرا إياها بالحالة العادية للحياة اليومية للجزائريين. * * بن بيتور: الخطاب انتصاري ومتخم بذكر الانجازات * اعتبر رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور أن خطاب الرئيس الموجه للأمة ليلة أمس، في نصفه الأول خطاب انتصاري مشبع بذكر الانجازات، تحت شعار »كل شيء على ما يرام«، وقال بن بيتور في تصريح للشروق أمس مباشرة بعد نهاية الخطاب: إذا كان كل شيء على ما يرام فلماذا خرج الجزائريون إلى الشارع ولماذا الناس غاضبون من وضعهم الاجتماعي؟«. * وحسب بن بيتور، فإنه ليس هناك أي خريطة طريق أو قرار واضح المعالم في خطاب الرئيس، متسائلا عن الجهة التي تقوم بالاصلاحات المعلنة بقوله »من يعد لهذه الاصلاحات هل هو النظام القائم ولماذا لم يعد لها قبل 10 سنوات«؟ * ما قرأته يضيف بن بيتور من الخطاب أن المسؤولين الجزائريين لم يحسوا بعد بمرض مواطنيهم، ويعتقد رئيس الحكومة الاسبق أن الخطاب يتضمن تناقضات وتباينات عديدة أهمها بالنسبة إليه عدم التزام الرئيس بمبدإ الفصل بين السلطات، في إشارة منه إلى الاوامر التي أصدرها الرئيس للبرلمان بإعادة عدته التشريعية. * * محمد السعيد: الخطاب ثري بالوعود في انتظار الملموس * الخطاب بالنسبة لمحمد السعيد رئيس حزب الحرية والعدالة غير المعتمد، ثري وغني بالوعود، خاصة مع إعلان الرئيس عن حزمة من الاصلاحات. ويعتقد أن المحددات الزمنية الكافية لتنفيذ هذه الاصلاحات لا تقل عن سنة وهو المدة التي يراها المتحدث طويلة جدا في ظل التطورات الداخية والخارجية المتسارعة. * وتساءل المتحدث في اتصال هاتفي مع »الشروق« أمس عن مصير الاحزاب غير المعتمدة فيما إذا كانت المشاورات التي دعا إليها الرئيس ستشملها أم أنه سيكتفي بالطبقة السياسية المعتمدة بوجوهها المعهودة. * وعلق محمد السعيد بأنه لا جديد بخصوص مراجعة قانون الأحزاب، مادام ذلك مطروحا منذ سنتين وقد أعلن عنه وزير الداخلية الحالي ولد قابلية، والسابق يزيد زرهوني. * الخطاب يحتاج، حسب محمد السعيد، إلى دراسة وتحليل، والرئيس يعترف بحق الشعوب العربية ومنها الشعب الجزائري في التطلع إلى الحرية والديمقراطية، مطالبا الرئيس بتنفيد تعهداته بشكل ملموس استجابة للتطلعات التي تحدث عنها. * * * صديق شهاب: الآرندي سيساهم في تجسيد مضمون الخطاب * يرى القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي أن حزبه في انسجام تام مع مضمون خطاب الرئيس، وفي تصريح ل »الشروق« أمس تعهد شهاب صديق بأن التجمع سيكون في الكوكبة الاولى التي ستعمل على تحقيق فعلي لمضامين الخطاب والتوصل إلى الاهداف المسطرة من خلال العمل على تجدير الممارسة الديمقراطية ودفع عجلة التنمية وأخلقة الحياة السياسية والاجتماعية وكل ما يصبو إليه الشعب الجزائري لبناء دولة القانون التي يسودها الامن والاستقرار.