اعتبر أمس الكاتب السوري المعارض ميشال كيلو أن منع وزارة الداخلية للتظاهر في نفس اليوم الذي رفعت فيه حالة الطوارئ "خلق أزمة ثقة بين المتظاهرين والنظام"، وقال "في اليوم الذي أصبح فيه مسموحا للناس التظاهر أصدرت وزارة الداخلية قرارا بمنع المظاهرات، وأعطى ذلك انطباعا سلبيا بأن الأمر ليس جديا". * وأشار الكاتب السوري ميشال كيلو للشروق في اتصال معه من دمشق أمس أن وزارة الداخلية تحضر لقانون يتعلق بشروط التظاهر بعد إلغاء حالة الطوارئ ولكنه تحدث عن "خشية الشعب السوري أن تكون الجهة التي تمنح رخصة التظاهر هي جهة أمنية"، ملمحا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى استمرار الاحتجاجات في مختلف المدن السورية. * وفي رده على سؤال حول إن كانت مطالب المتظاهرين مقتصرة على إصلاحات عميقة أو إسقاط النظام قال ميشال كيلو الذي سبق له وأن سجن لأسباب سياسية "عندما توجد نقاط وسطى بين الشعب فإنه من الممكن أن نجد حلا للأزمة وتتوقف الاحتجاجات، ولكن إذا لم يصل الطرفان إلى نقاط وسطى فإن الأمر سيصبح صعبا". * وفي هذا الصدد أشار ميشال كيلو إلى وجود "حديث عن حوار وطني ولكن لم يظهر أي شيء مؤكد"، وشدّد على ضرورة تنظيم "حوار وطني شامل ينتقل بنا إلى مرحلة انتقالية مرجعيتها الحرية". * وبخصوص التقارير التي تحدثت عن قتل الأمن السوري ل82 متظاهرا بالرصاص الحي يوم الجمعة العظيمة، قال الناشط السياسي السوري "هو (رقم) أقل من الحقيقة بكثير"، واتهم المتحدث ضمنيا الأمن السوري بتحمل مسؤولية سقوط هذا العدد الكبير من القتلى، حيث قال "كان هناك قرار رسمي بمنع المظاهرات وقوات الأمن تصرفت وفق هذا القرار". * أما عن اتهامات وسائل إعلام سورية رسمية لجماعات من السلفيين والإخوان المسلمين بإطلاق النار بشكل عشوائي على الشرطة والمتظاهرين استبعد كيلو ذلك وأوضح "لا يوجد أي دليل على ذلك"، وأضاف "هذه العصابات منتشرة بشكل واسع ومنظم في سوريا، ومن المستبعد أن تعمل بكل حرية ونشاط دون أن يتم توقيفها خاصة وأن جهاز الأمن السوري قوي جدا"، معتبرا أن الإسلاميين الذين تتهمهم السلطات بإطلاق النار "ليسوا على قدرة عالية من التنظيم العسكري كما أن أفراد هذه العصابات علنيون ومعروفون". * وشدّد كيلو على أن المظاهرات في سوريا "يقودها الشعب"، ولكنه أشار إلى أن بعض الأطراف تريد الدخول على الخط لتعميق الأزمة، وأضاف "كل بلد عربي له مشاكل مع بلدان مجاورة ولا يمكن استبعاد وجود تدخلات خارجية، لكن الخط العام يقوده الشعب السوري".