أعلنت هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية، أنها ستلتقي غدا الأحد، سيد أحمد غزالي، كشخصية وطنية، باعتباره رئيس حكومة سابق، من جوان 1991 الى جويلية 1992، وسفير ووزير سابق، ورئيس حزب الجبهة الديمقراطية، غير المعتمد، وتبقى طبيعة الأفكار التي سيحملها مفتوحة، بالنظر حضوره المحدود في الساحة السياسية في المدة الأخيرة، رغم حراك الشارع، وتعامل السلطات العمومية معه، وبرنامج الإصلاحات المعان عنه من قبل رئيس الجمهورية، والذي أخذ حقه من النقد. * وكانت لسيد أحمد غزالي، مساهمات جادة وعميقة في معالجة مشاكل المجتمع، وخاصة سعيه لدمقرطة الحياة السياسية والعمومية، من خلال جمع القوى الديمقراطية في منبر سياسي واحد، وهو الجبهة الديمقراطية، بعد فشل الأحزاب الديمقراطية الأخرى الناشطة والمعتمدة، وخاصة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لسعيد سعدي، وجبهة القوى الاشتراكية، لحسين آيت أحمد، والتحالف الوطني الجمهوري، لرضا مالك. * كما كانت أفكاره السياسية والاجتماعية والاقتصادية نابعة من تجاربه العميقة في مخلف مواقع العمل والمسؤولية في مؤسسات الدولة، بداية من إشرافه على جوانب من شؤون قطاع الطاقة والاقتصاد، أهمها مديرا لسونطراك، مرورا بمزاولته لمهام دبلوماسية في عواصم غربية والاتحاد الأوروبي، كسفير، وزير للخارجية، وصولا الى رئاسته لحكومة تزامنت مع أول تجربة ديمقراطية، حيث أشرفت على أول انتخابات تشريعية تعددية، غير أن المرحلة عرفت أخطر الأحداث في الجزائر المستقلة، حيت أدت أحداث جوان 1991 إلى سقوط مئات الضحايا، وتوقيف المسار الانتخابي، ما أدى لاحقا إلى دخول البلاد في دوامة عنف أودت بحياة أكثر من 200 ألف مواطن، كما عرفت فترته إقالة الرئيس الشاذلي بن جديد، و اغتيال الرئيس، محمد بوضياف، في 29 جوان 1992 . * كما ستلتقي لجنة المشاورات السياسية، برئاسة عبد القادر بن صالح، ومساعديه، محمد تواتي ومحمد علي بوغازي، رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، في أطار المشاورات حول الإصلاحات السياسية، حيث سيتم الاستماع لاقتراحات الحركة المعروفة، من خلال الممارسات اليومية، على مستوى الهياكل الحزبية أو المجالس المنتخبة أو الحكومة. * وكان أبو جرة سلطاني قد جدد توضيح الخطوط العريضة لموقف الحركة من عملية التغيير المنشودة في مختلف محطات نشاطانه الحزبية، كانت آخرها نزوله ضيفا على حصة "حوار الساعة" التلفزيونية، ويبدو أن رئيس حمس يستعد لخوض مقارعة سياسية حقيقية، حيث أكد أنه سيختار ثلة من رجالات الحركة من "الوزن الثقيل، ولم يخف نيته في الترشح للرئاسيات المقبلة، مؤكدا أن أغلبية الشعب يساند الحركة. * وكشف أبو جرة عن أهم الأفكار التي ستحملها الحركة لهيئة بن صالح، منها حماية ثوابت الأمة، بما يضمن عدم العودة الى المربع الأول، واعتماد النظام البرلماني، بما يقتضي تلقائيا تعيين الوزير الأول أو رئيس الحكومة من الأغلبية الفائزة، وإلغاء مجلس الأمة، الذي وصفه بمعرقل للإرادة الشعبية، خاصة وأن المرحلة الانتقالية ومخاطرها قد مرت بسلام، الى جانب المطالبة بعرض تعديل الدستور على الاستفتاء.