ألقت مصالح الدرك الوطني القبض على 87 حراڤا حاولوا الهجرة السرية عبر مختلف السواحل الوهرانية منذ بداية هذا العام إلى غاية شهر أوت الجاري، وتم الكشف عن وجود 6 شبكات كانت تقف وراء عدة عمليات نفذت في أغلبها باستعمال قوارب صيد تقليدية وقديمة تسببت في تعريض حياة عدد هام من الشباب المغامر للخطر في عرض البحر. وأفادت مصادر أمنية أن 95 بالمائة من المهاجرين غير الشرعيين تم ضبطهم في شواطئ غير محروسة وتحديدا عبر سواحل مداغ، الرأس الأبيض، رأس فالكون، عين فرانين وكريشتل، وقد فرض تركيز شبكات »تهريب البشر« على هذه المواقع المعروفة في مجملها بطابعها الصخري توسيع مساحات نشاط حراس السواحل نحو الشواطئ الممنوعة للسباحة في إطار مكافحة الهجرة السرية ومحاصرة الظاهرة بشكل أكثر صرامة من ذي قبل، لاسيما وأن الجهات ذاتها قد أكدت على ارتفاع محسوس لمعدل الحرڤة نحو الضفة الأخرى هذا العام مقارنة بالسنوات الفارطة وخلال المدة نفسها. وأوضح التقرير الأمني نفسه المتعلق بالظاهرة أن معظم الحراڤة هذا العام شباب منهم نساء حيث سجل من ضمن 87 مهاجرا سريا ثلاث شابات ألقي القبض عليهن برفقة مغامرين ذكور وتتراوح أعمار هؤلاء من 22 سنة إلى 52 سنة، وأكدت مصادر قضائية أن كافة الذين ضبطوا متلبسين في محاولة الهجرة السرية قد أودعوا الحبس وتراوحت مدة الأحكام الصادرة في حقهم بين ستة أشر إلى غاية عام ونصف. ويسجل أن تطور ظاهرة الهجرة غير الشرعية قد أخذ منحى خطيرا للغاية على مستوى الشواطئ الوهرانية حيث تحولت هذه الأخيرة إلى »موانئ« استراتيجية للانطلاق منها نحو أوربا، وأضحت تستقطب شبابا من ولايات أخرى وقد تم ضبط حالات كانت قادمة حتى من الشرق الجزائري، ومعظمها تم اقتيادها عن طريق شبكات منظمة كانت تنشط بعاصمة الغرب الجزائري وتمتد جذورها عبر مجموعة من الولايات المجاورة بغرض التأثير على الشاب البطال واليائس وإغرائه بالجنة المزعومة فيما وراء البحار ودفعه للاستنجاد بها والتحول السريع باتجاهها مقابل 15 إلى 30 مليون سنتيم للشخص الواحد، في حين أن العديد من الأحلام التي اصطدمت على أرض الواقع كشفت عن إقدام هذه الشبكات على المغامرة بأرواح العشرات من الشباب على متن قوارب صيد مهترئة تتحطم أمام أبسط أمواج البحر العاتية ولا تأبه مطلقا ببلوغ ضحاياها الضفة الأخرى أو العودة إلى أرض الوطن فوق الأكتاف أوتحولهم إلى طعم للأسماك. خيرة غانو