دعا زعيم حزب رابطة الشمال الإيطالي، أومبيرتو بوسي، الحليف الأساسي للتحالف اليميني الحاكم في إيطاليا، الأحد، رئيس الحكومة، سيلفيو بيرلسكوني، إلى تلبية محموعة مقترحات عملية وواضحة إذا كان يريد أن يستمر شهر العسل السياسي بينهما، من بينها تخفيض الضرائب ونقل أربع وزارات يسيرها حزبه من روما إلى لومبارديا، وسحب القوات الإيطالية من أفغانستان ولبنان وعدم التدخل في ليبيا. * وقال أومبيرتو بوسي أمام الآلاف من أنصاره في بونتيدا، وهي قرية صغيرة في لومبارديا"، زعامة بيرلسكوني قد تنتهي في الانتخابات المقبلة إذا لم يُصغ للمقترحات التي نقدمها له بشكل إيجابي، على كل، حققنا برفقته إنجازات جيدة"، وأوضح أن استمرار التحالف مع بيرلسكوني مرهون بهذه الشروط، وأن تخفيض الضرائب ممكن، لأن المال موجود ويمكن توفير ملياري يورو على الأقل بوقف التدخل العسكري في الخارج، في إشارة إلى ليبيا، واعتبر أن مشاركة إيطاليا في العمليات العسكرية التي يقودها حلف الشمال الأطلسي "النيتو" بليبيا تكلف البلد مليار أورو، واستدعاء العسكريين الموجودين في مهمات في البلدان الأجنبية، الى جانب الاقتصاد في استهلاك الطاقة. * كما دعا إلى الكف عن التبذير والإفراط في الإنفاق على الطبقة السياسية، حيث تعتبر فاتورة أجور نواب البرلمان وتمويل الأحزاب السياسية في إيطاليا الأعلى على المستوى الأوروبي. * وترك زعيم رابطة الشمال مطلب الاستقلال عن إيطاليا لأنصاره الذين كانوا يهتفون بالانفصال، داعين، ومعهم بوسي، إلى اللامركزية في إدارة البلاد، وتحويل مقر 4 وزارات على الأقل من روما إلى الشمال، لأنهم لا يريدون أن يكونوا "عبيدا لروما، كما كان الأجداد قبل قرون"، على حد قول أحد المناضلين المشاركين في التجمع الشعبي الذي نظم في مدينة بونتيدا شمال إيطاليا. * ويشير الخبراء الى أنه لا يمكن لبرلوسكوني أن يستجيب لإحدى شروط حليفه، وهي خفض الضغط الجبائي، لأنه تم فرض هذا الإجراء على البلدان الأعضاء في منطقة اليورو من قبل بروكسل. * وكان وزير الاقتصاد الإيطالي، غيوليو تريمونتي، وهو عضو حزب الحرية لبرلوسكوني قد رفض هذه المسألة قبل إجراء الاستفتاء الرباعي بإيطاليا في 12 و 13 جوان، والذي لقي فيه التحالف الحاكم خسارة. * في حين أكد بوسي أنه لن ينسحب الآن من التحالف بحيث أوضح لمناصريه الذين كانوا غاضبين بعد هذا الإعلان، أنه في حالة سقوط الحكومة سيعود اليسار الإيطالي إلى الحكم إذا ما تم تنظيم انتخابات تشريعية مسبقة. * كما أكد بوسي لمناصريه أن رئيس الحكومة الإيطالية قد أعطى موافقته حول نقل الوزارات من العاصمة إلى شمال البلد، ما أثار غضبا في صفوف المقربين من برلوسكوني، لاسيما رئيسة منطقة لاتيوم، ريناتا بولفيريني، التي أكدت أنه فيما يخص مسألة نقل الوزارات سيتدخل رئيس الجمهورية الإيطالية، جورجيو نابوليتانو، لتفادي "زعزعة البلد".