دعا وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، الى "تعليق فوري للأعمال الحربية" في ليبيا بهدف إقامة ممرات إنسانية لمساعدة السكان المدنيين، وقال إن "الأولوية" هي لوقف إطلاق النار في ليبيا، لكن في انتظار ذلك يعتبر "تعليق الأعمال المسلحة أمرا أساسيا لإفساح المجال أمام مساعدة فورية"، ما يعد ضربة قوية لعمليات الناتو في ليبيا، تضاف الى الجدل الدائر داخل أوساط القرار في واشنطن، لندن، بينما سيتاقش مستقبل التدخل العسكري لكل من باريس وروما لاحقا. . * وقال فراتيني، أمام لجنة الشئون الخارجية ولجنة السياسات الأوروبية عشية انعقاد المجلس الأوروبي في بروكسل، أن الوقف الفوري للأعمال الحربية "سيتيح تجنب ما يخشاه المجلس الوطني الانتقالي، أي ترسيخ انقسام ليبيا إلى قسمين"، وتابع "سيتيح بشكل خاص إمكانية الوصول إلى بلدات معزولة يعتبر فيها الوضع الإنساني مأساويا، مثل محيط مصراتة وطرابلس نفسها". * وفي إشارة إلى عمليات حلف شمال الأطلسي التي استهدفت المدنيين، طالب فراتيني "بمعلومات مفصلة"، ودعا إلى "تعليمات واضحة ومحددة" بعد الأخطاء "الدراماتيكية" التي أدت إلى مقتل مدنيين. وقال "بوضوح،هذه ليست مهمة حلف شمال الأطلسي". * وكان وزير الخارجية الايطالي أعلن الاثنين في لوكسمبورج أن حلف شمال الأطلسي "يجازف بمصداقيته" عبر عدم تمكنه من تجنب الخسائر المدنية. وقال على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي "لا يمكننا أن نجازف بقتل مدنيين، إنه أمر لا يصح على الإطلاق". * وقد أقر الحلف بأنه قتل خطأ مدنيين خلال ضربة ليلية على طرابلس الأحد أدت إلى مقتل تسعة أشخاص بينهم خمسة من أفراد عائلة واحدة. وفي 16 جوان ضرب حلف شمال الأطلسي عرضا أيضا رتلا من آليات الثوار في منطقة البريقة.وايطاليا القوة المستعمرة السابقة لليبيا وحليفتها سابقا تساهم في عمليات حلف شمال الأطلسي عبر تقديم قواعدها الجوية لطائرات التحالف كما وضعت في تصرف التحالف مقاتلاتها وكذلك عدة سفن حربية. * وأثارت هذه العمليات المناقضة للقرار الأممي انتقادات في ايطاليا حتى داخل الغالبية. وطالبت رابطة الشمال، الحليف الرئيسي في حكومة سيلفيو بيرلوسكوني بوقف الغارات الايطالية. * ومن المرتقب أن يعقد "المجلس الأعلى للدفاع" اجتماعا في 6 جويلية في روما لبحث التدخل العسكري الايطالي في الخارج، لاسيما في ليبيا وأفغانستان. كما أعلن فراتيني عن عقد "جمعية كبرى" قريبا في ايطاليا لكل القبائل وممثلي المجتمع المدني في ليبيا، وهذا اللقاء الذي كان مرتقبا أساسا في نهاية هذا الأسبوع، أجل إلى موعد غير محدد * وفي مقابل تطور موقف روما الواضح، القوة المستعمرة السابقة لليبيا، دافع "الناتو" عن مصداقية الضربات الجوية التي يشنها في ليبيا بعدما أدى إحداها خطأ إلى مقتل مدنيين، وقال المتحدث العسكري باسم بعثة الناتو، مايك براكن، "أود أن أؤكد أن سمعتنا ومصداقيتنا ليست موضع شك"، في رد واضح على تصريح فراتيني خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حين قال "إن حلف شمال الأطلسي "يجازف بمصداقيته"، عبر عدم تمكنه من تجنب الخسائر المدنية، وأضاف "لا يمكننا أن نجازف بقتل مدنيين، انه أمر لا يصح على الإطلاق". وأضاف براكن في تصريح للصحافيين بمقر العمليات في نابولي بايطاليا "ما يجب أن يكون مطروحا هو استخدام نظام القذافي لدروع بشرية وإطلاق صواريخ من مساجد". * من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تعارض "أي توقف في عمليات" التحالف في ليبيا، كما تريد ايطاليا، معتبرة أن ذلك "يمكن أن يسمح لمعمر القذافي بكسب الوقت وإعادة تنظيم صفوفه"، ردا على طلب ايطالي بتعليق "العمليات العسكرية في ليبيا" للسماح بنقل مساعدة إنسانية فورية الى السكان. * وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، "إن التحالف والدول المجتمعة في مجموعة الاتصال في ابوظبي قبل أسبوعين أجمعت على إستراتيجية تكثيف الضغوط على القذافي".، مشيرا إلى أن المدنيين هم الذين سيعانون في نهاية المطاف من نتائج أي إشارة ضعف من جانبنا.