يدخل علينا شهر رمضان هذه السنة مع نهاية فترة تحضيرات الأندية الأوروبية التي دخلت في معسكرات إعدادية منذ نهاية شهر جويلية الماضي، وبدأ معها المحترفون الجزائريون مرحلة الجد لإعداد أنفسهم لبداية الموسم الجديد الذي يأمل معظمهم أن يكون أفضل من الموسم الذي سبقه والذي عرف بقاء غالبيتهم على كراسي الاحتياط بسبب نقص اللياقة البدنية بعدما تأثر مردودهم بالصيام. أغلب اللاعبين يفضلون الصيام أيام المباريات ويفضل أغلب اللاعبين الجزائريين المحترفين في أوروبا صيام شهر رمضان حتى وإن تعلق الأمر بلعب المباراة مساء أي قبل موعد الإفطار، وهو ما حدث الموسم الماضي مع لاعبين أمثال زياني، عنتر يحيى، ياسين بزاز، رفيق صايفي وأسماء أخرى، حيث لعبت مباريات الجولات الأولى من معظم البطولات الأوروبية في الفترة المسائية أي تزامنها مع ساعات الصيام، واضطر اللاعبون الجزائريون إلى التضحية بأماكنهم الأساسية على حساب إفطار يوم واحد من الشهر الفضيل، وقد عانوا كثيرا من أجل إثبات قدراتهم واسترجاع أماكنهم الأساسية بعد نهاية الشهر الكريم. كل الأندية تعتمد على لاعبين في كامل جاهزيتهم معاناة اللاعبين المحترفين الموسم الماضي في أنديتهم الأوروبية جاءت نظرا لاعتماد كل المدربين على اللاعبين الذين أظهروا استعدادات بدنية جيدة، خصوصا وأن بداية أي بطولة تتطلب مجهودات بدنية كبيرة من اللاعبين بعد فترة الراحة، وهو ما دفع بمدربيهم إلى إبقائهم على كراسي الاحتياط وتعويضهم بلاعبين آخرين أكثر استعدادا، وقد أظهر كل اللاعبين الذين تحصلوا على فرصة المشاركة مع أنديتهم في فترة الصيام مردودا هزيلا خصوصا وأن رمضان تزامن الموسم الماضي مع فصل الصيف الذي يعرف ارتفاع درجات الحرارة، وهو الذي دفع بهم إلى البقاء طيلة شهر رمضان على كراسي البدلاء. عازمون على تجاوز هذه المرحلة رغم صعوبتها ومن المتوقع أن يستفيد لاعبونا هذا الموسم من تجربة الموسم الماضي، وقد أبدوا استعدادات كبيرة مع نهاية فترة التحضيرات وأظهروا مستويات جيدة عكس ما حدث الموسم الماضي، وقد أبدى معظم اللاعبين الجزائريين الذين التقيناهم عند وصولهم إلى مطار هواري بومدين وفي المنطقة المختلطة قبل بداية أول حصة تدريبية في ملعب 5 جويلية أنهم عازمون هذا الموسم على محو صورة الموسم الماضي وتقديم بداية قوية مع أنديتهم هذا الموسم وهو ما يساعدهم أيضا على تقديم مستوى جيد مع الفريق الوطني في أول مباراة لحساب تصفيات كأس إفريقيا 2012 التي سنلعبها أمام المنتخب التانزاني مع نهاية الشهر الكريم، لعدم تكرار سيناريو مباراة المنتخب الزامبي العام الماضي والتي شهدت انهيارا بدنيا لمعظم اللاعبين مع بداية الشوط الثاني. مباراة الغابون الأولى لهم في شهر رمضان وتعد مباراة الغابون التي جرت سهرة أمس أول مباراة خاضها لاعبونا في هذا شهر الكريم لهذه السنة، وإن تحدث الكثير عن عدم أهمية هذه المباراة التي تكتسي الطابع الودي، إلا أن معظم اللاعبين خاصة الجدد منهم صرحوا لنا قبل بدايتها بأنها ستكون مباراة مهمة، خصوصا وأنها الأولى لهم أمام جمهور 5 جويلية، وعليه كانوا مطالبين بتقديم أداء جيد لإسعاد الجماهير التي حضرت المباراة، وكذا لربح ثقة المدرب الوطني مستقبلا، وهو الأمر الذي دفعهم لبذل مجهودات بدنية كبيرة، وكان من الصعب عليهم فعل ذلك لأن المباراة تأتي في أول يوم من شهر رمضان بعد يوم طويل من الصيام، خاصة وأن الجسم يحتاج كمية كبيرة من المياه. فتوى مصرية تبيح الإفطار للاعبي البطولة الألمانية وقصد مساعدة اللاعبين المسلمين الذين ينشطون في الأندية الألمانية، عمدت الرابطة الألمانية المحترفة لكرة القدم اللجوء إلى فتاواي علماء المسلمين، حيث أجازت فتوى مصرية للاعبين المسلمين الذين يلعبون في الأندية الألمانية الإفطار أيام المباريات إذا تزامن توقيتها مع ساعات الصيام، لكن من المتوقع أن لا تلقى هذه الفتوى إقبالا كبيرا من اللاعبين المسلمين الذين يفضلون الصيام على الإفطار خصوصا وأن هذا الموضوع تم مناقشته في السنوات الماضية من طرف هيئة الإفتاء في مكةالمكرمة، التي حرمت الإفطار للاعبي كرة القدم و الرياضيين بشكل عام، وهو ما أكده لنا كريم مطمور والذي قال أن أغلب اللاعبين المسلمين الذين ينشطون في البطولة الألمانية يفضلون الصيام رغم مجازفتهم بأماكنهم الأساسية مع أنديتهم.