"سأعود قريبا إلى "الخضر".. وحاليلوزيتش لن يغلق الباب في وجهي" أكد نجم الوفاق السطايفي السابق لزهر حاج عيسى للشروق مباشرة من الكويت، حيث يلعب هذا الموسم لنادي القادسية المحلي أنه مرتاح جدا هناك، واصفا اختياره بالجيد والإيجابي من كافة النواحي. * وقال "باجيو" العرب أنه يلعب حاليا لأحد أعرق وأقوى الأندية الكويتية، وقد وجد العناية من طرف مسيري وأنصار الفريق، معترفا أنه ضيع الكثير من الوقت في البطولة الجزائرية وهو الذي تمنى الاحتراف وتذوق طعم مغامرات أخرى منذ عدة سنوات، غير أن رئيس الوفاق عبد الحكيم سرار ظل واقفا في وجهه، محبطا كل محاولة منه لمغادرة عين الفوارة والبطولة الجزائرية، كما عاد بنا ابن الأوراس في هذا الحديث المطول الذي خصنا به للحديث عن العروض التي تلقاها الصائفة الماضية، وسبب رفضه ملايير حداد، والاتصالات التي تمت بينه ورئيس فرع كرة القدم بالمولودية عمر غريب، وكذا المساعي الحثيثة التي قام بها مقربون من الوفاق من أجل عودته للفريق.
حاج، صباح الخير، كيف هي أحوالك هناك في الكويت؟ الحمد لله، كل شيء على ما يرام، أنا مرتاح هنا وقد وجدت كل العناية من قبل مسؤولي وأنصار فريقي منذ التحقت بالفريق قبل حوالي شهر.
وهل بدأت تتأقلم مع أجواء العيش هناك والحرارة السائدة في الخليج؟ بطبيعة الحال، أنا مطالب بذلك، أنا هنا منذ أكثر من شهر، كما أن الجميع هنا رحب بي وقدم لي يد المساعدة، والمسكن شاسع، وكما تعلم جيدا لست وحدي هنا، حيث اصطحب زوجتي ولا يوجد أي مشكل لحد الآن.
والحياة داخل الفريق؟ صدقني انها جيدة، القادسية من بين أشهر الفرق وأقواها في الكويت، يضم في صفوفه غالبية اللاعبين الدوليين، كما أن الحياة وسط المجموعة ممتازة جدا، ولم أحس يوما أنني غري ، والمدرب هو الآخر محترم وطيب، حيث عاملني منذ البداية برفق ويعلق علي كل آماله في تقديم إضافة للتشكيلة هذا الموسم، ولحد الآن الكل راض عن ،أتمنى أن تتواصل هذه الأجواء وأكون عند حسن الظن.
وماذا كان موقفهم بعد المباريات التي لعبتها؟ لقد أعجبوا كثيرا بمستواي، ،سواء المدرب، اللاعبين وحتى المسيرين والأنصار، فنحن كما تعلم بصدد خوض منافسة الكأس، والبطولة ستنطلق فيما بعد، لقد قدمت ما علي في المباريات التي لعبتها، خصوصا في المباراة الأخيرة، والفريق كله أبان عن استعدادات طيبة، بدليل أننا متأهلون لدور نصف النهائي، والكل يرشحنا للعب الأدوار الأولى في البطولة.
حاج، لو نعود بك قليلا إلى الوراء، لقد فاجأت الجميع هنا في الجزائر بإمضائك لنادي القادسية، طالما أنك كنت على عتبة اللعب لإتحاد العاصمة وبدرجة أقل المولودية؟ صحيح، تفاوضت مع اتحاد العاصمة والمولودية، لكن لم أمنح الموافقة لا لهذا الفريق ولا لذاك، تفاوضت مع علي حداد وغريب احتراما لهما وللفريقين، لقد تفضلت الاستماع لعرضيهما، بدليل لم أمض، لأنني كنت كما يعرف الجميع وأنت في مقدمتهم أريد تغيير الأجواء ومعرفة آفاق جديدة في مشواري كلاعب سواء في أوروبا أو في الخليج.
تقصد أن الاتصالات بينك ومسؤولي القادسية كانت قائمة؟ نعم، لكن ليس معي مباشرة، بل مع شقيقي عبد الحميد، لكنه فضل معرفة التفاصيل ومدى جدية العرض، ولما عدت من فرنسا حيث شاركت في تربص المنتخب الوطني، أبلغني شقيقي بآخر المستجدات، وطلب مني التنقل إلى الكويت بسرعة، وهو ما قمت به، وهنا تمت الأمور بصفة عادية وأمضيت لموسم واحد.
ولماذا موسما واحدا وليس اثنين أو ثلاثة؟ من غير المنطقي أن أدخل مغامرة ما ولا أعرف عنها شيئا، في البداية عرضوا علي موسمين، لكنني رفضت، كوني لا أعرف شيئا عن البطولة الكويتية والفريق، لهذا طلبت أولا معرفة الأجواء، وبعدها أقرر، ولعلمك أن رئيس الفريق والمسيرين لازالوا لحد الآن يصرون علي ويطلبون مني الإمضاء لموسمين، لكن ردي دائما أن يكون ذلك بعد نهاية الموسم.
بدأت التدريبات متأخرا مقارنة ببقية اللاعبين، كيف تقيم مستواك الحالي؟ أنا جاهز بنسبة تفوق الثمانين بالمائة، أتدرب حاليا بمعدل حصتين في اليوم، واحدة صباحا وأخرى مساء، الأولى بمفردي، والثانية مع المجموعة، وغالبا ما أواصل التدريب بعد مغادرة زملائي، حيث خصص لي المدرب برنامجا أطبقه بعد نهاية الحصة المسائية، كما يتابع ما أقوم به في الصبيحة، لأنه يراهن علي ويريد مني الكثير في المستقبل، ولهذا أرى أنني على أتم الاستعداد، ومع مرور الوقت والمنافسة سترون مستواي الحقيقي.
بلغنا أن رئيس اتحاد العاصمة اقترح عليك مبلغا كبيرا، لكنك لم تمض؟ أؤكد لك هذا، لقد اقترح علي بالضبط 400ألف أورو مقابل موسم واحد، وهي قيمة مالية محترمة جدا، لكن كما قلت لك من قبل لم أكن أفكر بتاتا البقاء في البطولة الجزائرية، وبالمناسبة أحيي حداد وأتمنى لفريقه النجاح في البطولة.
...والمولودية، كم اقترحوا عليك؟ صراحة أعلن عمر غريب عن استعداده لمنحي 250 ألف أورو سنويا، فرحت كثيرا لذلك، لأن المولودية فريق كبير وأنصاره تعلقوا بي وأرادوني في فريقهم بأي ثمن، وأحييهم أيضا ومسيري الفريق، وأعتقد أنهم هم أيضا يملكون فريقا محترما والمولودية ستلعب هي الأخرى الأدوار الأولى في البطولة، وقد أعجبني الفريق كثيرا الجمعة الماضي أمام الوداد البيضاوي، وقبله أمام الأهلي المصري بالرغم من أنه يعاني نقصا فادحا في التحضير.
ربما لو لم تلعب في الكويت، كنت ستختار العميد رغم أن الفرق شاسع بين عرضي حداد وغريب؟ كل شيء بالمكتوب -كما يقال- الفرق في المفاوضات مع مسؤولي الفريقين. لمحت رغبة ملحة لدى غريب أن أتقمص اللونين الأخضر والأحمر، كونه يريد بناء فريق كبير وأكون بمثابة صانع الألعاب، المهم أن الله سبحانه وتعالى هو من يحدد وجهة كل إنسان.
وهل صحيح أنك كنت أيضا على عتبة العودة للوفاق السطايفي؟ هذا لم يكن تماما ضمن حساباتي، أولا، لأن لا أحد من مسيري الفريق اتصل بي من أجل العودة، وأنا شخصيا لم أكن أريد البقاء بسبب رئيسه الذي بذل المستحيل طيلة الصائفة ليعرقل مشواري الكروي، فقد أراد تحطيمي، بدليل أنه قدم اعتراضا على تنقلي للكويت، وما زاد رغبتي في الذهاب الكلام الجارح الذي ظل يقوله عني للناس طيلة الصيف، فعوض أن يمنحني حقوقي ويسكت، راح يكذب علي ويقول عني كلاما لا أساس له من الصحة، فكيف تريدني أبقى في الفريق.
إذن لو غادر سرار لبقيت في الوفاق؟ ربما، الوفاق عزيز على قلبي ولن أنس خيره علي مادمت في الحياة، بفضل الوفاق وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، لكن لما تصطدم في مشوارك برئيس مثل هذا، لا يقدر ظروفك ولا يعترف لك بالجميل، وأكثر من ذلك يحاول تشويه سمعتك وسط الأنصار وكل من يعرفك، ليس أمامك خيار سوى الرحيل.
وما مصير مستحقاتك التي لم تستلمها من الوفاق؟ الصك حاليا بين أيدي العدالة، الحمد لله هناك قوانين في الجزائر والعدالة ستفصل، ولن أسكت عن هذه القضية، طالما أن الأمر يتعلق بحقوقي، لقد تعبت كثيرا وكنت دائما متفهما لوضع الفريق المالي والمتاعب التي كان يتخبط فيها فريق الرئيس، غير أن الرجل لم يقدر ظروفي وراح يلطخ سمعتي ويرسل المحضر القضائي لتدوين غيابي. ونسي أنه هو من رخص لي بالذهاب إلى تونس من أجل إقامة حفل زواجي هناك.
بصراحة، هل تنوي مغادرة القادسية بعد نهاية الموسم؟ لحد الساعة لم أفكر بعد في هذه النقطة، لو أقدم موسما جيدا ويطلب مني الرئيس البقاء سأكون مستعدا للبقاء طالما أنني مرتاح هنا، ولو أتلقى عرضا من ناد آخر في قطر، الإمارات السعودية سأرى، المهم أن الأيام وحدها من يحدد وجهتي.
وهل تنوي خوض تجربة في أوروبا وأنت التي تمنيتها منذ مدة؟ بطبيعة الحال، اللاعب إذا أراد اختبار مستواه عليه أن يذهب لأوروبا، هدفي حاليا استعادة مستواي الحقيقي وتقديم موسم كبير في الكويت.
وهل ندمت على عدم الاحتراف مبكرا؟ الاحتراف كان دائما حلمي الأكبر، وقد سعيت جاهدا للعب في أوروبا، لكن في كل مرة أتعرض لعراقيل لحرماني من الذهاب، ومن طرف نفس الشخص.
ومن هو هذا الشخص؟ أتركه لضميره هو يعرف نفسه بنفسه، المؤكد أن عقدي مع الوفاق كان يمتد لسبع سنوات كاملة، ومن المستحيل الاحتراف لما تكون مكبلا بمثل هذا المدة.
وهل فكرت في العودة للمنتخب الوطني، أنت الذي لم يستدعك حاليلوزيتش للمباراة الأخيرة في تنزانيا؟ من حق حاليلوزيتش عدم استدعائي، كنت بدون فريق، وناقص تحضير، وقد تحدث معي خلال تربص ماركوسي، والآن أنا بصدد العمل بجدية وإن شاء الله سأعود عن قريب للمنتخب، ومردودي في فريقي هو الذي سيشفع لي، وأنا متأكد أن حاليلوزيتش لن يغلق الباب في وجه أي لاعب قادر على تقديم الإضافة للخضر.
وهل تحدث معك مساعدوه أو حاليلوزيتش نفسه وأنت هناك في الكويت؟ لا داعي في اعتقادي أن يتحدثوا معي، هم يتابعون كل صغيرة وكبيرة عن اللاعبين الذين ينشطون في الخارج، لاسيما الذين يلعبون في الخليج، لهذا لما يلاحظون أن هذا اللعب أو ذاك يستحق الاستدعاء سيستدعونه وكفى.
وهل تحدثت مع اللاعبين الذين ينشطون في الخليج؟ لا أحد اتصل بي، ماعدا صديقي عبد المالك زياية الذي أتحدث معه تقريبا يوميا، ونتبادل أطراف الحديث عن حياتنا الرياضية ووضعيتنا.
ومن الجزائر، هل يتصل بك زملاؤك؟ من حين لآخر يتصل بي أحد أو أتصل أنا يبعضهم، لازلت أتابع أخبار البطولة والفرق كأنني لازلت هناك. أقرأ يوميا الصحف الجزائرية عبر شبكة الإنترنت، ويطلعني أصدقائي وأفراد عائلتي عن كل صغيرة وكبيرة.
هل شاهدت بعض المباريات؟ شاهدت السبت الماضي الشوط الثاني من مباراة الحراش واتحاد العاصمة بعد عودتي للبيت من التدريبات، وماعدا ذلك لم أشاهد أي مباراة أو لقطة عن مباريات البطولة.
وما رأيك في المستوى العام لتلك المباراة؟ كانت مباراة بداية موسم فقط، أظن أن الإتحاد سيكون قويا في الجولات المقبلة، بينما الحراش فلم أتعرف على جل اللاعبين، ومع مرور الوقت سيتعودون على اللعب سويا وسيكونون أحسن، لأن المدرب بوعلام شارف قادر على إعادة الروح للفريق.
والوفاق؟ سمعت أنه فاز في المباراة الأولى بصعوبة، وأتمنى له حظا موفقا، وهو قادر على البروز، كونه حافظ على عموده الفقري.
شكرا الحاج وحظ موفق لك في البطولة الكويتية... شكرا لكم أنت أيضا على اهتمامكم بي كالعادة وسلامي لكل قراء الشروق وأنصار الوفاق.