الروائي اللبناني رشيد الضعيف يعتبر رشيد الضعيف أحد أهم الأصوات الروائية اليوم في لبنان يتخذ العمل الأدبي خارج الإطار الرسولي المعتاد، حيث يفند كل الأساطير التي نسجت حول المثقف ودوره في المجتمع اتخذ من الحرب اللبنانية ملهاة لأعماله ولا يرى حرجا في أن يكون أديبا مثيرا للغرائز كما يقول مما جعله حالة خاصة في الصوت اللبناني الروائي التقيناه على هامش ندوته حول" علائقية الجسد في الكتابة الروائية" بمعرض الجزائر فكانت مناسبة ليؤكد ضيف الجزائر الكثير من قناعاته في الكتابة ودور الجرأة في الرواية. * قلت في ختام محاضرتك أن خلاصنا يكون ربما على يد المرأة مع أن بعض النقاد يتهمون نص المرأة على انه نص تجاري يهتم أكثر بما هو مثير؟ * إذا كنت تقصدين بهذا المعني التجاري يعني ما يطلبه الجمهور، فهذا لا يشكل أي إشكال في نظري، أين العيب والممنوع إذا كتبت المرأة ما ترى أن المجتمع يريده أو كتبت عن الجنس للبيع. * لكن ألا يجعل هذا الأدب في نظرك مبتذلا؟ * الكتاب المبتذل لا يباع ولا يستقطب الناس والكتاب الذي يجلب اهتمام الناس هو الكتاب المبني والنظرة التي تربط بين الجرأة الجنسية والابتذال محض ادعاء وليس صحيحا أن النجاح مرتبط وحده بالجرأة وحتى ينجح الكتاب يجب أن يكون مبنيا فكريا، لذا ففي نظري على الكاتب أن يكتب لنفسه وما هو مقتنع به أولا. * على ذكر دور الأدب وعلاقته بالمجتمع كروائي، ما هي نظرتك لهذا الدور في زمن الثورات العربية؟ * نحن نضخم دائما دور الأدب في تغيير العقلية ونتصور أن الرواية فرقة تدخل سريعة تقتحم حصون التاريخ والرجعية في حين دور الأدب في الحقيقة محدود وعلى الكتاب أن لا يعظموا أدوارهم في السابق قبل السينما والتلفزيون ربما كان للأدب دور، أما اليوم فدور الإعلان يفوق دور الرواية ودور الموضة أكثر فعالية من أي كتاب، والكثير من الروائيين والكتاب اليوم اعتقد أنهم مصابون بمرض ميقالومينا، ويعتقدون أن دورهم عظيم في تغيير مجرى التاريخ، بخصوص الثورات العربية أتمنى أن يحدث التغيير بسرعة وبدون مزيد من الدماء. * كيف يمكن أن يكون هذا التغيير في نظرك؟ * وهل أنأ شخص عظيم لأعرف مجرى التاريخ. لا أدري ما يميز السياسيين والاقتصاديين والفلاسفة عن بقية البشر؟ حتى نعتقد أنهم يعرفون كل شيء عن مصير العالم. * كتبت الكثير عن حرب لبنان، كيف غيرت هذه الحرب معايير الأدب؟ * أكيد، الحرب اللبنانية نسفت الكثير من القناعات وغيرت في الأسلوب والنظرة إلى الرواية والأدب عموما،وساهمت في بروز التيار الذي يركز على الفردانية وغيرت في الأساليب أيضا، ليس في لبنان فقط. لكن في مصر أيضا. * تحدثت عن علاقتك بالمترجم والكاتب الجزائري جمال الدين بن شيخ، هل يمكن أن تنير لنا بعضت من تلك العلاقة؟ * أنا مدين في مساري بالكثير لجمال الدين بن شيخ الذي كان أيضا أستاذي، فهو الذي قدم وترجم كتابي الأول إلى الفرنسية، وأنا مدين له فعلا. فعندما ذهبت إلى باريس بعد أن حدث انفجار قرب بيتي وكدت أقتل يومها قررت أن أجمع ما كنت قد كتبته في السر، وأتوقف عن البحث. قرأ بن شيخ المخطوط وأعجب به وترجمه إلى الفرنسية بمقدمة أخجلني كثيرا المديح الذي جاء فيها، ونشرت الترجمة الفرنسية بقلم بن شيخ بموازاة مع الطبعة العربية، وكان أول كتاب شجعني على النشر فيما بعد، وأريد أن أشير إلى أن جمال الدين بن شيخ خدم العربية أكثر من الجامعة العربية. * في بعض نصوصك جرأة كبيرة إلى حد التسمية الصريحة لأعضاء، ألا يزعجك أن يقال أنك كاتب مثيرا للغرائز؟ * بالعكس، يسعدني أن أكون كاتبا مثيرا للغرائز، لأن هذا ليس سهلا أبدا، أريد أن أوضح شيئا مهما أنني أكتب الرواية خارج الأيديولوجيا، والمعاني والتأويلات عندما أكتب عن الجنس، أكتب عنه كعمل إنساني لا أفصله عن الحب، لأنه عملية إنسانية وليست أخلاقية.