أكدت الروائية والإعلامية والناشرة اللبنانية ''رشا الأمير'' أنها فضلت أن تلعب ضمن عملها الروائي الجديد ''يوم الدين'' لعبة تداخل الأجناس، مؤكدة أنها ضد مبدأ سطحية الأعمال الروائية التي تتحول، حسبها، إلى عمل هش خال من الأسئلة الجوهرية الخاصة بالوجود، وهو ما يجعل الأديب أهم من الرجل السياسي والعسكري، ذلك أن الأدب حالة جدية تقتضي إعادة الاعتبار للكاتب والمبدع في العالم العربي كما تقتضي تحريره من القيود والأقنعة التي تفرض عليه والتي تكبح حرياته وتجعله يعيش على الهامش. وفي سياق حديثها عن عملها الجديد ''يوم الدين'' قالت رشا الأمير إنها اختارت أن تلبس بطل روايتها عباءة الشيخ السني بدل عباءة الشيعة وذلك بوعي منها بأن أغلبية المسلمين في العالم ينتمون للمذهب السني، كما أن دراستها انصبت على الفقه السني. وقالت رشا لدى نزولها ضيفة، اول امس، على فضاء مكتبة الشهاب بباب الوادي بدعوة من دار البرزخ للنشر، إن الرواية تستقي شخوصها وأحداثها من الحياة. وفي حديثها عن الرقابة الممارسة في حق المبدعين من قبل الأنظمة العربية وصفت ذات المتحدثة رقابة الإبداع في الوطن العربي بالغبية، مشيرة إلى الرقابة التي تعرضت لها دار انشر التي تديرها من قبل النظام اللبناني. كما اوضحت الروائية أن الرقابة الدينية على الإبداع تؤذي الدين أكثر مما تنفعه، وفتاوى عديدة طالت الأعمال الروائية ساهمت في نشرها أكثر والترويج لها، مشيرة إلى فتوى الخميني بعد صدور رواية ''آيات شيطانية'' لسلمان رشدي، حيث ساهم هذا المنع في الترويج لها أكثر وبوأته مكانة فاقت تصوراته وقد ساهمت الرقابة الدينية في تكريس أسماء لا تستحق تلك المكانة. وأكدت الروائية رشا الأمير أن الرواية ليست خطابا مباشرا بل هي تتوسل قراءها أن يلتقطوا تلك الشفرات ويفتحوها ويفكوها بذكائهم، قبل أن تضيف أن العالم العربي لا يقرأ. وبخصوص النقد أشارت إلى أنه ضعيف في العالم العربي ولا يخدم ذلك الأدب العربي ''تمنيت لو توسعت السجالات حول روايتي لتثير نقاشا بين رجال الدين والكتاب.. حتى الكتاب لا يقرأون إلا في مجال تخصصهم مقارنة مع مثقفي سنوات الخمسينيات، حيث كانوا موسوعيين يقرأون في شتى التخصصات عكس اليوم وهو تراجع مخيف''. وقالت ''أتمحمل جهلي لتاريخي ولغتي وديني رغم أن للاستعمار الدور الكبير في ذلك، أنا بنت الحرب اللبنانية ولدت من رحم الحرب والعنف والدم على مدار 35 سنة ولبنان في حالة حمام دم يومي وهذه الصراعات تعيقنا عن الحياة وأنا أكتم جراحي وأمضي''. وقالت صاحبة ''يوم الدين'': ''أنا وريثة الثقافة والتراث العربي الإسلامي وبالتالي لا غرابة أن أغرف من هذا العالم وكنوزه. وإرثي لا يبدأ مع نجيب محفوط بل يمتد إلى أكثر من 17 ألف عام خلت مع الشعر الجاهلي وظهور الإسلام وبالتالي أنا أحق بالقرآن والشعر من أي مستعرب''.