صورة من الأرشيف في عملية استعراضية أولى من نوعها ببلدية معاتقة، ولاية تيزي وزو، أقدم عشية أول أمس، العشرات من الشباب على حرق حانة، أمام أنظار المئات من سكان المنطقة، والذين قرروا استمرار حربهم ضد الحانات، بعدما أصبحت مع مرور الوقت مقصدا لأعداد هائلة من الناس بالولاية، ومنعرجا جديدا في التحول الاجتماعي والأخلاقي نحو الفساد وتفشي الإجرام . * وحسب مصادر من دائرة معاتقة فإن شباب المنطقة، والذين قاموا العشرات من المرات بالاستنجاد بالسلطات المحلية والأمنية من أجل التدخل بسلطة القانون لغلق الحانة، إلا أن صاحبها ضرب كل القوانين عرض الحائط، رغم أنه ينشط دون رخصة، وهذا ما جعل الشباب الغيورين على منطقتهم الأخذ بزمام الأمور أول أمس، حيث قاموا بحرقها وحرق كل ما بداخلها، ومطاردة السكارى بالحجارة. * وبرر المحتجون تصرفهم بتحول الحانات خلال الأشهر الأخيرة الى كابوس مرعب لسكان معاتقة، نتيجة الفوضى والصخب المستمر الذي ينبعث منها، يضاف إلى ذلك تصرفات مرتاديها المنافية لتقاليد وأخلاق أهل المدينة الهادئة، والتي تنامت فيها الحانات كالطفيليات، وتحولت السهرات الحمراء الى كوابيس مزعجة جراء انبعاث أصوات الموسيقى والغناء الصاخب والفاحش، إلى جانب التصرفات غير الأخلاقية والمشبوهة لزبائنها بفعل السكر وتعاطي مختلف أنواع المخدرات. * وحسب سكان معاتقة، فإنه بمجرد المرور أمام هذه الأماكن، ليلا أو نهارا، يعد مغامرة في حد ذاته، خصوصا للنساء اللواتي يتعرضن للكلام البذيء ويجبرن على رؤية أفعال مخلة بالحياء، وأكثر من ذلك فإن تواجد مثل هذه المحلات، خاصة بمدينة معاتقة، أدى إلى تفشي ظاهرة استهلاك المخدرات والإجرام بمختلف أشكاله، والأخطر في الأمر، والذي يعرفه العام والخاص، أن المحلات التي انتشرت بالمنطقة، والتي يكون نشاطها التجاري المصرح به هو تقديم المشروبات الكحولية، إلا أن النشاط الأكبر لهذه الأماكن هو الدعارة، التي تمارس فى مثل هذه المحلات بطرق لا تثير أي شكوك. * وحسب مصادر موثوقة، فإن هذه الأماكن لم تعد مع مرور الوقت مقصد الشباب البسيط أو أصحاب الأموال فقط، بل تحولت مع الوقت إلى أماكن تلتقي فيها شخصيات نافذة اتخذت منها مكانا للحديث عن المشاريع الكبرى ومشاكل التنمية المحلية وغيرها، وهذا ما يطرح ألف سؤال وسؤال عن التراخيص التي تمنح لبعض الأشخاص لفتح المخامر فى مناطق حضرية رغم معارضة السكان لذلك.