كشفت صحيفة هارتس الإسرائيلية النقاب أول أمس عن خطة سياسية لتسوية دائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أربع مراحل، تعتمد على مبدأ "دولتين للشعبين على أساس حدود 1967"، بلورها في الأسابيع الأخيرة، رئيس حزب ميرتس عضو الكنيست اليساري يوسي بيلين وطرحها في الكنيست. وحسب "هارتس" فإن الخطة تبلورت بعد سلسلة لقاءات سرية في أوروبا، وفي القدس مع شخصيات فلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، والسادة ياسر عبد ربه "شريكه في مبادرة جنيف"، وصائب عريقات وسلام فياض. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الخطة نقلها بيلين إلى الرئيس عباس وقد تلقى ردا ايجابيا. كما نقلت إلى جهة حكومية إسرائيلية كبيرة، حيث يأمل بيلين بأن يطلع عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، وسلم الوثيقة إلى دافيد وولش، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ونقلها أيضا إلى كوفي عنان وخافيير سولانا، في زيارته الأخيرة إلى واشنطن الأسبوع الماضي. وينقسم تنفيذ الخطة إلى أربع مراحل: الأولى والفورية: وقف النار، وفي إطارها تنسحب إسرائيل من قطاع غزة وتوقف عمليات القتل في القطاع، وتحرر إسرائيل ممثلي حماس من الوزراء والنواب الذين اعتقلوا في 29 جوان وأسرى آخرين. أما الفلسطينيون فيوقفون العنف، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل ويحررون الجندي جلعاد شاليت، فيما تشرف اللجنة الرباعية بقيادة الولاياتالمتحدة على تطبيق التزامات المرحلة الأولى وتؤكد تنفيذها، وفضلا عن ذلك، الأسرة الدولية، بقيادة الرباعية، وتحشد الدعم اللازم لنجاح الإنسحاب. المرحلة الثانية: انسحاب من الضفة، يبدأ بعد أن يثبت الطرفان بأنهما عملا على فرض النظام ويبديا التزاما بوقف العنف، وتتعهد إسرائيل بانسحاب كبير من الضفة الغربية حتى 2008، وعند إخلاء المستوطنين الإسرائيليين يجري حساب قيمة أملاكهم العامة والخاصة وقيمتها تؤخذ بالحسبان عند دراسة مشكلة اللاجئين في إطار الاتفاق الدائم، في هذه المرحلة تحرر إسرائيل أيضا عددا هاما من الأسرى. المرحلة الثالثة: بعد أن تكمل إسرائيل الانسحاب يكون بوسع الفلسطينيين الإعلان عن دولة فلسطينية تعترف بها إسرائيل وبسيادتها على كل المناطق التي ليست في سيطرة إسرائيل، وتعترف بذلك بأن الحديث يدور عن حدود مؤقتة وتتعهد بأن لا تعود وتجتاحها بالمطلق. المرحلة الرابعة: مفاوضات على التسوية الدائمة، يفترض ان تنتهي في غضون سنتين من استكمال انسحاب إسرائيل من الضفة، وتؤدي المفاوضات إلى قيام دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل على اساس حدود 1967 في ظل تغييرات تعكس الواقع الأمني او الديمغرافي بموافقة الطرفين، تكون فيها القدس والمناطق اليهودية تحت سيطرة وسيادة اسرائيل. والمناطق العربية تكون تحت سيادة فلسطينية ويتم توفير ترتيبات خاصة في البلدة القديمة وفي الحوض المقدس من اجل ضمان حق وصول حر للعبادة لكل الأديان، اللاجئون يمكنهم العودة الى دولة فلسطين. وبذلك يتم انهاء النزاع، شرط أن تقتصر العودة على مناطق الدولة الفلسطينية. القسم الدولي/ م. ا. الفلسطيني قالت حركة الجهاد الإسلامي أن الرئيس محمود عباس طرح على وفد من الحركة التقاه في غزة أول أمس تهدئة متبادلة مع إسرائيل في الضفة وقطاع غزة تشمل وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على أن توقف إسرائيل عمليات الاغتيال والاجتياح والتوغل وحتى تحليق الطيران في أجواء قطاع غزة. وقال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الذي التقاه الرئيس برفقة القياديين الشيخ خضر حبيب والشيخ نافذ عزام "أن وفد الحركة أكد أن مبادرة أبو مازن قابلة للدراسة داخل الحركة"، مؤكدا ضرورة أن يتم هذا الأمر "في إطار وطني شامل مع كل الفصائل ولا يتم بحث الموضوع بشكل منفرد مع الجهاد الإسلامي". ورحب البطش بوقف العدوان على شعبنا، مبينا أن موضوع الصواريخ التي تطلقها الحركة على المستوطنات له علاقة بالعدوان المستمر على شعبنا، وأوضح البطش أن حركة الجهاد الإسلامي تسعى لحماية شعبنا، لكن من حقها الدفاع عن نفسها وعن شعبها.