الجزائر ترحّ بالحكومة الليبية وتعد بالتعاون معها رحّبت الخارجية الجزائرية بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة وأكدت دعمها واستعدادها للتعاون معها بالقضايا التي تهم البلدين، في حين تعرف هذه الحكومة عدم رضى من قبل أطراف داخلية، نظرا لعدم تمثيلها عبر هذه التشكيلة. * وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني في بيان صحفي "نحن نرحب بتشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا ونؤكد لها استعدادنا للتعاون معها بشكل وثيق حول كل القضايا ذات الإهتمام المشترك". * وأمل بلاني أن يفضي التعاون المشترك بين البلدين إلى "وضع أسس تعاون ثنائي مفيد للطرفين". * وأضاف "نحن نؤكد للحكومة الليبية دعمنا لها.. ونتمنى لها كل النجاح في مهمتها لتنفيذ عملية التحول الديمقراطي ومواجهة التحديات المرتبطة بتعزيز الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق". * وذكر المعارض الليبي أشرف الثلثي في اتصال مع "الشروق" أنه تم عرض نحو 300 سيرة ذاتية على المجلس الانتقالي بل الخروج بالتشكيلة المعلنة قبل يومين، "وهو عدد معقول بالنظر الى الكفاءات التي تتمتع بها ليبيا والتي همّشت في ظل النظام البائد". * وقد حصل صراع وتجاذبات كبيرة على حقائب وزارية، أهمها الخارجية والتعاون الدولي ووزارة العدل، نظرا لحساسية هاتين الحقيبيتين، كما أن أسماء ألغيت بعد أن تم الاتفاق على إسناد حقائب اليها، نظرا لحسابات الدقائق الأخيرة، التي فرضت تغييرات وتعديلات كثيرة. * وذكر الثلثي أن الحكومة التي أعلن عنها عبد الرحيم الكيب قبل أيام، ستقود مرحلة جد حرجة من تاريخ ليبيا، وستكون محرقة لكل من هو قادر على أن يعمل ويثبت أنه على قدر من المسؤولية ليكون في هذه التشكيلية بالذات، "ولن تكون مرحلة كالتي اعتادها الوزراء السابقون لعقد الصفقات مع الغرب وتأمين طلبات الشركات الاجنبية، بل عليهم العمل على الأقل 10 ساعات يوميا كل في مجاله للخروج من الوضع الراهن لليبيا". * وأضاف أن الشعب بالليبي بالمرصاد لتشكيلية الحكومة ولحامل كل حقيبة فيها، حتى يؤدوا مهامهم على أكل وجه، وعاد إلى ان الحكومة لم تفلح في تمثيل كل القبائل الليبية، قائلا "لاي وجد ترحيبا كاملا بهذه التشكيلة، خاصة وأنها غيّبت سكان الجنوب الذين يمثلون 80 بالمئة من الرقعة الجغرافية الليبية، وتعدادهم يزيد عن نصف مليون ليبي". * وحذّر المتحدث من المخاطر التي يمكن أن تنجم عن هذا التغييب، "فهناك العديد من الدول المحيطة بليبيا من ناحية الجنوب، وهي على درجة من الخطورة وتهديد الامن الليبي على الحدود، ويمكن استقطاب سكان الجنوب اليها، وبالتالي تهديد أمن كامل التراب الليبي". * وذكّر المتحدث بالالتفاتة الايجابية من الكيب بإحداث منصب وكيل شؤون حماية الحدود، نظرا لحاجة ليبيا الى نظام وقائي مع الحدود خاصة على الجبهة التي تربطها مع النيجر والتشاد. وأضاف أن مدينة الزنتان قد تم تمثيلها على أعلى مستوى في هذه الحكومة من خلال نسب وزارة الدفاع الى أسامة جويلي، غير أن بقية القبائل غير راضية عن هذه التشكيلة التي لم تأت وفق التصوّرات ولا ما يتناسب والتقسيمات القبيلة التي يعرفها المجتمع الليبي. * وشكّك المتحدث في خبر اعتقال مسؤول المخابرات السابق عبد الله السنوسي، مضيفا أنه لم يتم لحد الآن نشر أي صورة له مثلما تم الامر مع سيف الاسلام القذافي، "على الرغم من أن كل الثوار مزوّدون بهواتف نقالة حديثة تتوفر على كاميرات وآلات تصوير، وهذا ما يؤكد أن الخبر مجرّد اشاعة". * وفسّر الثلثي اعتماد اصدار هذه الشائعة الآن، لاصطياد فلول النظام البائد، وكذا لتحقيق انتصار معنوي بعد القاء القبض على سيف الاسلام، وعدم ترك أي شخصية يمكن أن تشكل خطرا على النظام في ليبيا". * وأكد محدثنا أن وزارة الداخلية اليوم مطالبة بتأكيد الخبر أو نفيه، "وعلى محتجزي السنوسي -إن كان موجودا - تصويره في فيديو لا يقل عن عشرين دقيقة حتى يتحقق الرأي العام من صحة أنباء اعتقاله". ورجّح أن السنوسي أصيب فقط ولم يتم القبض عليه لحد الآن. * وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أمس، أنه يبدو أن عبد الله السنوسي رئيس جهاز المخابرات الليبي في عهد معمر القذافي لم يعتقل حتى الآن. * وتعززت تعليقات أوكامبو بشكوك تزايدت منذ أن قال رئيس الوزراء الليبي المكلف عبد الرحيم الكيب يوم الاثنين الفارط أنه بحاجة للتأكد مما إذا كان السنوسي اعتقل فعلا أم لا.