مستوى البطولة الجزائرية أحسن من القطرية والخليجية كشف المدير الفني الوطني للفاف بوعلام لعروم أمس عن الهيكل التنظيمي الجديد للهيئة التي يديرها وبإنشاء مديرية فرعية تتمثل في مديرية الفرق الوطنية، وهي التي ستضاف للهيئة الوحيدة الموجودة لحد الآن، والمتمثلة في مديرية التكوين التي كان يقع على عاتقها تكوين شبان فئة أقل من 15 سنة والحث عن المواهب الشابة. * وقال ضيف منتدى الشروق إن مهام مديرية الفرق الوطنية كثيرة ومتعددة، كونها تشمل العمل مع مختلف المنتخبات الشبانية والتنسيق بينها، ومدها يد المساعدة، لا سيما فيما يتعلق بالوساطة مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، كونها الهيئة العليا والمسؤولة على الكرة الجزائرية، وبذلك تكتمل مهام وصلاحيات المديرية الفنية الوطنية التي تعد إحدى أهم أجهزة الفاف، طالما أن من أهم مهام هذه الأخيرة تطوير اللعبة، وتوسيع مجال الممارسة الرياضية. * * المنتخبان الأول والمحلي مستقلان * وفي ذات السياق، أوضح ضيف الشروق أن منتخبي الأكابر الأول والمحلي لا يندرجان ضمن المديرية الفنية الوطنية، حيث ينشطان بصفة مستقلة، أي تحت وصاية المكتب الفيدرالي للفاف. * وأعلن لعروم بمناسبة استضافتنا له في المنتدى أن المديرية الفنية تملك هيئة أخرى سترى النور في الأيام المقبلة، وستعنى بكرة القدم داخل القاعة وكرة القدم على الشاطئ، وكرة القدم النسوية. * * إقصاء المنتخب الأولمبي درس حفظناه جيدا * وصف بوعلام لعروم إقصاء المنتخب الأولمبي من تصفيات أولمبياد لندن المقبلة بالمر، معتبرا إياه بالمفيد جدا لمستقبل الكرة الجزائرية، خصوصا هذه الفئة، حيث علمت القائمين على الكرة الجزائرية، وفي مقدمتهم مسؤولي الفاف وحتى المديرية الفنية الوطنية التي يشرف عليها هو رفقة عدد من الإطارات الكروية كيفية التكوين من الآن فصاعدا، فتكوين منتخب وطني من هذا النوع لا يتطلب قال لعروم 18 شهرا، وهؤلاء اللاعبون لم يمضوا عشر سنوات كأقل مدة في التكوين القاعدي وبداية من سن العاشرة، لأن التكوين ينطلق بين عشر سنوات واثني عشرة سنة على الأكثر، والمنتخب الذي شارك في دورة المغرب أنشئ لمرحلة معينة ولمهمة معينة، وبالتالي فإقصائه لم يكن في الواقع مفاجأة، بل درسا مفيدا للمستقبل. * كما تحدث لعروم عن ضرورة تكوين المؤطرين هم أيضا، وتوسيع العملية لتشمل أكبر عدد ممكن من المكوّنين والإطارات الرياضية من أجل توسيع الممارسة وتحسينها. * * صايب، بوعلي، شريف الوزاني خضعوا لتربص مكثف * وردا على سؤال يتعلق ببعض الحالات التي تتعلق بلاعبين قدماء، تحولوا إلى مدربين ولم يتمكنوا في البداية من الحصول على إجازات تدريب أندية من الدرجة الأولى، على غرار ما حدث لكل من شريف الوزاني، و فؤاد بوعلي، أوضح لعروم أن هؤلاء خضعوا لتربصات مكثفة قدرت بأربعة لمدة 15 يوما ودرسوا بمعدل 400 ساعة، ثم عادوا ودخلوا في تربص لمدة أسبوع وبمعدل 60 من الدراسة قبل أن ينالوا شهاداتهم التي سمحت لهم بمواصلة العمل على مستوى الدرجة الأولى المحترفة. * * مشاريع ضخمة للمديرية الفنية والفضل يعود لرئيس الفاف * وقبل نهاية المنتدى كشف بوعلام لعروم عن بعض المشاريع الضخمة التي شرعت المديرية الفنية في تجسيدها، هي التي وظفت عددا من المنقبين عبر مناطق التراب الوطني أمثال مجاج، بن ساولة، قمري والذين يتوّلون مهمة البحث عن الطاقات الشابة وتأطير شبان منطقتهم، إضافة إلى أنهم يعملون بالتنسيق مع المدراء التقنيين الجهويين والأساتذة الموجهين المتواجدين، حيث سيصل عدد الأساتذة نهاية شهر جانفي إلى 32أستاذا. * وثمّن بوعلام لعروم في نهاية مداخلته في منتدى الشروق الجهود التي يبذلها رئيس الفاف محمد روراوة، الذي وضع تحت تصرف المديرية الفنية الوطنية كل أسباب النجاح والعمل الإيجابي من أجل مساعدتها على تحسين وتطوير الممارسة الرياضية، مضيفا أنها ربما المرة الأولى التي تولي فيها الفاف مثل هذه الأهمية الكبيرة للجانب التقني والتكويني. * * منتخب20 سنة يعاني نقص المنافسة وسيستفيد من مدرب قريبا * كشف لعروم، بأن منتخب أقل من 20 سنة المقبل على المشاركة في كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها الجزائر مطلع العام 2013، يعاني كثيرا من ناحية المنافسة، وقال لعروم "بالرغم من أن لاعبي هذا المنتخب ممتازون من الناحية الفردية، إلا أنهم يعانون كثيرا بسبب نقص المنافسة، كونهم لم يلعبوا لمدة عام كامل"، مضيفا "هم حاليا موّزعون على العديد من الأندية في البطولة الوطنية، وسنقوم بإعداد تربص لهم في الأيام القليلة القادمة، فضلا عن تعيين مدرب جديد، يقود بمرحلة التحضيرات لكأس أمم إفريقيا لذات الفئة". * * ضيق الوقت والتزامات الأندية حال دون مشاركة المنتخب المحلي في الألعاب العربية * قال المدير الفني الوطني المؤقت بوعلام لعروم، بأن المنتخب المحلي خارج عن إطار إدارته، كون المنتخب الفدرالي هو الذي يشرف عليه مباشرة، وكشف لعروم بأن عدم مشاركة منتخب المحليين في دورة الألعاب العربية التي تنطلق غدا الجمعة في قطر راجع لعدة أسباب، وقال"التزامات الأندية في البطولة وأندية أخرى في المنافسات الإفريقية، وكذا ضيق الوقت حرم الطاقم الفني الجديد بقيادة علي فرڤاني ولخضر بلومي من إعداد برنامج تحضيري قصد المشاركة في الألعاب العربية"، وتابع يقول "أظن بأن الطاقم الفني سيستغل توقف البطولة عند انتهاء مرحلة الذهاب قصد الانطلاق في العمل والتحضير للاستحقاقات التي تنتظر المنتخب المحلي". * * روراوة طلب من المدربين الانتظام في جمعية ووعدهم بالمساعدة * كشف بوعلام لعروم بأن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، التقى المدربين خلال نهاية التربص الخاص بهم للحصول على إجازة الكاف، قبل شهرين، وطلب منهم الانتظام في جمعية، قصد الدفاع عن حقوقهم، وتنظيم عملهم، كما كشف لعروم بأن روراوة تعهد بمساعدة المدربين، من كل النواحي خاصة من الجانب المالي، ولاقى طلب روراوة أذانا صاغية لدى المدرب عبد الرحمن مهداوي، الذي أكد في تصريح سابق ل"الشروق" بأنه سيعمل رفقة زملائه على إعادة بعث ودادية المدربين. * * عملنا لا يقتصر على منح الشهادات فقط * من جهة أخرى، قال بوعلام لعروم بأن عمل المديرية الفنية الوطنية لا يقتصر على منح الشهادات إلى المدربين مثلما يظن البعض، وإنما يتمثل في إرساء قواعد تكوين صحيحة، وهذا من خلال إعادة رسكلة المدربين وتحسين مستواهم. * هذا، وأوضح لعروم بأن المديرية الفنية الوطنية قامت بتطهير شامل لواقع المدربين، ومنحت الفرصة لجميع التقنيين من أجل تسوية وضعيتهم والحصول على شهادة التدريب التي تمكنهم من تدريب الأندية أو تؤهلهم للإشراف على تكوين الشبان. * وفي ذات النقطة، تساءل ضيف الشروق إذا كان يحق له إقصاء مدربين يعملون منذ سنوات، حيث كشف بأن هناك مدربين عملوا طوال سنوات على مستوى مختلف البطولات الوطنية دون شهادة، وهذا على غرار المدربين فؤاد بوعلي، شريف الوزاني وموسى صايب مثلا. * * لدينا 3000 مؤطر حاليا والعدد سيرتفع 4000 * على صعيد آخر، كشف بوعلام لعروم بأن هيئته تعمل على رفع عدد المدربين من 3000 إلى أربعة ألاف مدرب خلال السنة القادمة، وهذا في وقت تحتاج فيه البطولة الوطنية إلى ضعف هذا العدد بعد دخولها عالم الإحتراف. * هذا، وأكد المدير الفني الوطني بأن هيئته أحصت لحد الآن 150 ألف ممارس على المستوى الوطني، مؤطرين ضمن الأندية والعدد مرشح للإرتفاع، في حالة ما إذا تم إضافة اللاعبين الذين ينتمون إلى الجمعيات غير المنخرطة في الاتحادية. * * مستوى البطولة الجزائرية أحسن من القطرية والخليجية * أكد بوعلام لعروم أن مستوى البطولة الوطنية في تحسن مستمر، معتبرا بأن دخول كرة القدم الجزائرية عالم الإحتراف الذي يعيش موسمه الثاني سيساهم في تطوير اللعبة من كل النواحي، وعكس الكثير من التقنيين، اعتبر لعروم أن مستوى بطولتنا أحسن من البطولة القطرية والخليجية، والتي تملك بعض الأندية المحترفة التي تشكل الإستثناء مثل السد القطري أو الهلال السعودي. * * * * قال إن الجزائر أصبحت قدوة للبلدان الإفريقية في مجال تكوين المدربين * نحن بصدد تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها الكثير من البلدان في أسس التكوين * اعتبر بوعلام لعروم بأن المديرية الفنية الوطنية على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بصدد القيام بتجربة رائدة في مجال التكوين، والتي ترتكز أساسا على رفع مستوى المدربين الجزائريين وتوحيد أساليب وطرق التكوين لدى كافة المدربين على المستوى الوطني. * وأكد المدير الفني الوطني المؤقت أن التجربة الجزائرية في أسس التكوين ستصحح الأخطاء التي ارتكبتها الكثير من البلدان حتى الأوروبية منها، حيث كشف محدثنا بأن فكرته تبلورت من خلال المسح الشامل الذي قام به في كيفية التكوين المنتهجة في الجزائر، ولما شاهده أيضا شخصيا في أوروبا وبلدان عربية وإفريقية كثيرة. * في نفس السياق، قدّم لعروم مثالا بما يجري حاليا على مستوى الإتحادية الفرنسية التي بدأت تعيد النظر في طريقة التكوين، وهو نفس الشيء الذي كانت ألمانيا قامت به منذ سنوات، عندما اصطدم الألمانيون بمشكلة تقلص عدد الممارسين عندهم، مما أجبرهم على فتح مجال التكوين أمام أبناء الجاليات الأجنبية. * ومقارنة بما يحدث في البلدان المجاورة، أكد المسؤول الأول على التكوين في الجزائر بأن الجزائر قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، وأصبحت قدوة حقيقية للبلدان الإفريقية. * * لعروم يثني على أكاديمية وهران ويصرح * أكاديمية بارادو تتحمل مسؤولية عدم انخراطها في المنافسة * اعتبر بوعلام لعروم أن عدم انخراط أكاديمية بارادو في المنافسة، على غرار باقي الأكاديميات ومنها أكاديمية وهران وأكاديمية الفاف، قد يضر بها، مشيرا إلى أن المنافسة تعد معيارا مؤثرا في قياس قدرات اللاعبين ومستواهم. * وقال لعروم "بالنسبة إلينا، أكاديمية بارادو غير موجودة، لأنها لم تنخرط في المنافسة، ولهذا فإن مسيريها يتحمّلون مسؤولية قراراتهم"، مضيفا "معروف أن المنافسة واللعب، يشكلان معيارا لقياس مستوى اللاعبين والوقوف على استعداداتهم". * وفي سياق متصل، أثنى لعروم كثيرا على أكاديمية وهران، مؤكدا أنها تمثل قدوة للأكاديميات الأخرى في الجزائر"بالنظر للمجهودات الجبارة التي يبذلها مسؤولوها، فضلا عن بروز العديد من اللاعبين، ومنهم ثلاثة دوليين"، قال لعروم، الذي تنبأ بمستقبل زاهر لهذه الأكاديمية.