عاش آلاف من سكان حي النصر الواقع وسط مدينة باتنة ليلة الأربعاء إلى الخميس اجواء رعب وذعر حقيقيين، اثر سماع صوت تسرب غازي كبير على بعد مئات الأمتار، وهرع السكان المجاورون للمعهد الجهوي للموسيقى من كل الشوارع لتحديد مصدر الصوت الذي انبعث في منتصف الليل وعشر دقائق وسط تخوف من حدوث "الأسوأ" نظرا لقوة الصوت. وحسب مصادر من سكان الحي فإن مجهولين حاولوا سرقة أنبوب الغاز من الحجم الصغير الذي كان يربط شبكة الغاز بالمعهد الجهوي ما أدى إلى اتلافه وتسرب الغاز بشدة من الأنبوب الذي انجزه مقاول وتركه متدليا خارج جدار المعهد باتجاه الشارع في اطار مشروع الانجاز الجديد الذي تم تسلمه منذ أيام، ما يطرح عدة تساؤلات حول طريقة مد شبكة الغاز بطريقة بدائية من طرف المقاول والمعهد الذي تسلم المشروع دون معالجة هذا الوضع الخطير، خاصة بعد ما تعرض أنبوب نحاسي آخر يقع في الجانب المقابل لبيت الشباب للسرقة منذ أسابيع، حسب عون من مؤسسة سونلغاز. يقظة شبان الحي الساهرين بالمنطقة ووعيهم جنب آلاف النائمين "كارثة كبرى" بعد ما سارع هؤلاء إلى قطع الطريق أمام حركة مرور السيارات والمارة، خوفا من أن يتسبب عقب سيجارة أو شرارات أضواء السيارات واشتعال محركات المركبات في حرائق، ثم انفجارات مهولة، بعد ما امتدت رائحة الغاز على بعد عشرات الأمتار، وفور ابلاغ مصالح الحماية المدنية والمناوبة الليلية لمصالح الشرطة ومؤسسة سونلغاز، تم غلق الطريق من الجانبين وسارعت مصالح سونلغاز إلى قطع الغاز عن المعهد من "المقاطع" الرئيسية الممونة للحي، لكنها لم تفلح بعد عدة محاولات، بالنظر إلى أن هذه "المقاطع" - الفانات - الموجودة في الأرض أصبحت مهترئة لوقوعها في "برك" من المياه العفنة للصرف الصحي، لتلجأ بعد ذلك إلى "الحل العرفي" التقليدية بقطع الأنبوب من الأعلى وسده على مستوى الأرض بآلات حديدية، ثم ردمه تحت التراب لينتهي التسرب الذي وضع حيا بأكمله على شفير الهاوية، وسط استفهامات عديدة حول انجاز مواسير الغاز وراء حائط المعهد وليس داخله وتركه في العراء. حكيم عزي