عبر العديد من المتقاعدين الذين توافدوا على مراكز البريد أمس عبر بلديات «بوغني»، «واضية»، «بومهني» و«ذراع الميزان» التابعة لولاية تيزي وزو عن تذمرهم واستيائهم الشديدين بفعل غياب السيولة النقدية خلال اليومين الفارطين، وهذا على مستوى مراكز البريد الثلاثة المتواجدة بالبلديات المذكورة وحتى بعض البلديات الأخرى. الطوابير الطويلة مضيعة للوقت الوضعية هذه كثيرا ما تضطر هؤلاء المواطنين إلى الانتظار لساعات طويلة خارج المكتب من أجل استلام أموالهم فيما يعود آخرون أدراجهم دون أن يحصلوا على قدر بسيط منها، وهو حال المتقاعدين بلدية «عين الزاوية» التي تبعد بحوالي 40 كلم عن مقر ولاية تيزي وزو، شأنهم في ذلك شأن القاطنين بعرش «بومهني» الذي يتوفر على مكتب بريدي جديد، غير أن غياب السيولة النقدية يؤرق السكان الذين يضطرون إلى التنقل في الصباح الباكر إلى مراكز البريد على أمل الحصول على أموالهم أو التنقل بعدها عشرات الكيلومترات إلى بلدي «بوغني» أو «ذراع الميزان»، نفس المعاناة يعيشها القاطنون ببلديتي «بوغني» و«واضية»، ولقد أكد العديد من المواطنين الذين كانوا ينتظرون بالطريق المحاذي للمركز البريدي الواقع بوسط البلدية في معرض حديثهم ل"الأيام" بأنهم يترددون منذ يومين على مراكز البريد لسحب معاشاتهم، إلا أنهم يتفاجؤون في كل مرة بعدد الطوابير الطويلة وما زاد الطينة بلة أن تلك المركز بدون سيولة نقدية، وهو ما جعلهم ينتظرون ساعات طويلة بمراكز البريد للظفر بمعاشهم على حد قولهم. مسؤولو مراكز البريد ينصحون بمراسلة الجهات الوصية
هذا وأضاف محدثونا أن الطوابير تبدأ منذ الساعات الأولى من الصباح علهم يظفرون بفرصة لسحب أموالهم في حالة توفر السيولة المالية غير أن ذلك أضحى ضربا من المستحيل في الوقت الراهن حسبهم، كما أفاد هؤلاء أنهم طلبوا من مسؤولي البريد توضيحات حول الأزمة غير أنه اكتفى بالقول بأنه عليهم توجيه مراسلة إلى الجهات الوصية، مضيفين أن نفس الوضعية تشهدها مراكز البريد الأخرى ومنها تلك الواقعة خارج الولاية، وقد تزامن وقت غياب السيولة المالية بالعديد من مراكز البريد بسحب المتقاعدين لمعاشاتهم، وهو ما زاد من تفاقم من الوضعية التي اشتكى منها مرتادو مراكز البريد الذين طالبوا الجهات الوصية بوضع حد لهذه الوضعية. مراكز مماثلة أغلقت أبوابها مؤقتا
كما تزامنت هذه الوضعية الصعبة التي يعيشها سكان «بوغني» وبعض المناطق المجاورة لها مع تواصل غلق المراكز البريدية الموجودة في مناطقهم على غرار «آسي يوسف»،«اين منداس»، حيث تعرضت هذه المناطق إلى السطو في المدة الأخيرة، وهو ما جعل الجهات الوصية تقدم على غلقها بصورة مؤقتة حسب مصادرنا، بسبب غياب الأمن، حيث في كل مرة تتعرض المكاتب البريدية إلى السطو من قبل جماعات الأشرار التي تنتشر بكثرة في المنطقة.