أكّد الناقد المصري المعروف، طارق الشناوي في تصريح للأيام بأن الفيلم الجزائري "الخارجون عن القانون" لمخرجه الجزائري ذو الجنسية الفرنسية، رشيد بوشارب، عمل راق نفذه مخرجه بحرفية سينمائية عالية، وعمل قدم للمشاهد الثورة الجزائرية برؤية جديدة ومختلفة. الشناوي الذي وصف في بداية تحليله النقدي لفيلم "الخارجون عن القانون" الذي أثار ضجة كبيرة في فرنسا وأثار غضب اليمين المتطرف، صنّف هذا العمل السينمائي ضمن فئة أفلام الحركة أو "الأكشن" -على حد تعبيره- الذي يجسد السياسيين المتخفيين بقبعة رجل العصابات، أو "المافيا" . وهي الفكرة التي تنبثق عنها رؤى مختلفة في العمل، تعكس ذهنية المخرج، رشيد بوشارب، الذي أراد –حسبه- أن يقدم فكرة سياسية وتاريخية بطرح جديد، ينُم عن تأثُره الشديد بالسينما الكلاسيكية العالمية، وتحديدا السينما الأمريكية، المعروفة بتقديمها لرجل العصابات الذي يقتل ببرودة ، لكنه لا يحب القتل . وهو ما تجسد داخل العمل في شخص "مسعود".كما استنبط النقاد المصري، من خلال ذات العمل السينمائي، بان العمل بدا كالملاحم السينمائية العالمية وهو ما يعكس تأثر المخرج رشيد بوشارب تأثّره بها، والذي ينم أيضا عن ميزة الإبداع الموجودة عنده ، والتي مكنته من إخراج الثورة الجزائرية من دائرتها الكلاسيكية المعروفة بنمطها الموحد، وإظهارها للعالم برؤية جديدة. بوشارب يبدأ الفيلم بمذبحة سطيف الشهيرة.. تلك المذبحة التي حركت غضب أبطال الفيلم وبعثت فيهم روح المقاومة، التي بدت دموية أحيانا وأحيانا بدت في ثوب المؤامرة، مثلما شاهدناه في العمل..ذلك النسج حرك شغف المشاهد وجعله يستعجل اللحظة التي يرى فيها كيف سيكون شكل انتقام أفراد هذه العائلة الذين كانوا ضحايا نفسية لمذبحة سطيف..". قبل أن يضيف بأنّ بوشارب نجح في إقناع المشاهد بحرفية عالية، في تقديم سيرة ذاتية لمجموعة من المناضلين كانت موجودة بالفعل وحقيقية.