تعرف محلات وأسواق ولاية الشلف هذه الأيام، وخاصة بالمراكز الحضرية الكبرى ندرة حادة في منتوج الحليب، إضافة إلى غلاء سعر الكيس الذي بلغ 45 دينارا، فيما استقر سعره في أغلب الأحيان ببعض المناطق 40 دينارا للكيس الواحد، فمادة الحليب أصبحت قليلة التواجد بمحلات الولاية نظرا لقلة المنتوج من جهة و ارتفاع مسحوق الحليب من جهة أخرى. هذا وقد احتار المواطن من هذا الارتفاع الذي أصبحت تعرفه أهم المواد الأساسية، وعلى رأسها الحليب الذي لا يمكن الاستغناء عنه لأنه مادة أساسية، إذ أضحى البحث يوميا عن أكياس الحليب التي أصبحت شبه مفقودة وإذا تم العثور عليها فان أسعارها جد مرتفعة وتختلف من محل إلى آخر، ولم تعرف الولاية أزمة في توزيع مادة الحليب في بداية الأزمة التي مست معظم ولايات الوطن إلا مؤخرا، وذلك نتيجة لتوفر الولاية على وحدات لتحويل الحليب والتي لم تستطع في الفترة الأخيرة الاستجابة للطلبات المتدفقة عليها من سكان الولاية، وحتى الولايات القريبة كغليزان، تسيمسيلت وجزء من عين الدفلى، رغم أن هذه الأخيرة تتوفر على وحدة كبيرة لتحويل الحليب بمنطقة "عريب"، حيث قفز سعر الكيس الواحد من 25 دينارا إلى ما يصل ال 40 دينارا وأحيانا ال 45 دينارا بزيادة تتراوح مابين 15 إلى 20 دينارا في الكيس الواحد. ومن جهة أخرى فإن أصحاب المحلات أضحوا يتحججون بقلة الكمية الممنوحة لهم من قبل وحدات الإنتاج المنتشرة بالولاية، على الرغم من الطابع الفلاحي للولاية بالدرجة الأولى وتشتهر بمحاصيلها ذات الجودة العالية حيث تتوفر الولاية على ما يصل إلى 35 ألف و350 بقرة حلوب، منها 16 ألف من السلالة المحلية بما يمثل 75 بالمائة من مجموع رؤوس الأبقار بالولاية، حيث قدر إنتاج السنة الجارية بما يصل إلى 30 مليون لتر من الحليب بمعدل 10 لترات لكل بقرة في اليوم الواحد، إلا أن عدد وحدات تحويل الحليب والتي لا تتعدى الثلاثة والتي لم تستطع جمع أكثر من 03 ملايين لتر من الحليب من مربي الأبقار، وهو يقف عائقا أمام إنتاج أكبر لهذه المادة الأساسية التي يتزايد الطلب عليها بالتوازي مع ارتفاع عدد السكان وازدياد احتياجاتهم. حيث وصل إنتاج السنة المنصرمة ما يصل إلى 37 مليون لتر من الحليب، رغم وفرة الكلأ نتيجة لتساقط الأمطار واتساع المساحات الرعوية بالولاية، إلا أن عدد وجود مستثمرين في هذه الشعبة من الفلاحة بقي إنتاجها ضعيفا مقارنة ببقية الشعب الفلاحية الأخرى، على غرار الزراعة البلاستكية، الأشجار المثمرة، الزراعة الموسمية والمحاصيل الكبرى.