هو عرض فردي ..خارج عن المألوف داخل في اللغط والتشويه بطلته «الشهيرة» نوارة ناغوش.. هو عرض يعتمد على براعة ممثلة واحدة فقط تشغل مساحة الخشبة بالطول والعرض خلال ساعة كاملة هي جزائرية الجذور مقيمة منذ زمن طويل في مدينة كولمار في منطقة ألزاس الفرنسية، وهي مقيمة اليوم في باريس نذرت حياتها للمسرح. العرض المسرحي والذي يحمل عنوان «تضحيات»، يقدم كل ليلة فوق خشبة مسرح «رون بوان» الباريسي المعروف لاقى إعجاب واستحسان الجمهور الفرنسي، الذي تعجّب بل ذهل أمام قدرة نوارة على إضحاكه وهز كيانه في شكل مسيل للدموع بين لحظة وأخرى، بمجرد أنها تنتقل من حكاية الجزائرية المغتربة التي لا تستمع إلا لمحطة إذاعية فرنسية في بيتها طوال النهار، إلى أحزان ومشقات عربية ثانية تعاني من الغربة ولكن أيضاً من سوء معاملة زوجها لها منذ أن تركت العائلة الجزائر واستقرت في فرنسا. وهكذا تقضي نواره ساعتها فوق المسرح في التكلم والتحرك من دون لحظة واحدة من الراحة، تتقمص شخصيات النساء العربيات المغتربات، وكذلك أولئك الموجودات في الجزائر ويحلمن بالقدوم إلى فرنسا فيحسدن المسكينات المقيمات في باريس لأنهن يتمتعن في رأيهن بكل ما تحلم به أي امرأة في الكون. العرض بقدر ما أسال دموع الفرنسيين من الضحك على القصة الجزائرية بقدر ما كان جلادا شرسا لعقلية الرجل الجزائري بل قل المجتمع العربي أيضا بإبراز مشاكله والتندر بها.. وتقلد نوّاره المراهقات العربيات المقيمات في مدينة كولمار، ثم الفرنسيات، وتتمادى إلى درجة تقليد الرجال العرب وغير العرب في هذه المدينة أيضاً، فلا تتوقف قاعة المسرح عن الضحك إلى أن تتغير نبرات صوت نواره في شكل مفاجئ..يشار إلى أن نواره ناغوش بدأت مشوارها الفني في العام 1999 بعرض فردي، وذلك في الريف الفرنسي، و كتبت ومثلت ما لا يقل عن خمس مسرحيات فردية. وهذه المرة الأولى التي تقف فيها نواره فوق خشبة باريسية، تحت إدارة المخرج الفرنسي بيار قيلوا. سهام .ع