يجد الكثير من فلاحي الجهة الجنوبية والشرقية لعاصمة الولاية بالشلف، صعوبات بالغة في الحصول على مادة المازوت الضرورية لتشغيل المحركات لزراعة الأراضي الفلاحية وبساتين الأشجار المثمرة بالمنطقة لغياب محطات وقود قريبة من بلديات مقر إقامتهم وهو ما جعلهم يتكبدون تكاليف إضافية في اقتناء هذه المادة الضرورية من أماكن بعيدة جدا . طالب فلاحو منطقة سهل "الشلف الأوسط" بالجهة الجنوبية الشرقية لعاصمة الولاية، والممتدة من بلديات "بني راشد"، "أولاد عباس"، "بني بوعتاب" وكذا بلديات "الهرانفة "، "برية"، الحجاج" و"تلعصة" بالجهة الشمالية للولاية، من الجهات المعنية وبالأخص المصالح الفلاحية وشركة "سونالغاز" بالإسراع في ربط حقولهم وبساتينهم بالكهرباء الريفية، بالنظر إلى التكاليف الكبيرة التي صار هؤلاء الفلاحون يتحملونها جراء انعدام الإنارة الريفية بالمنطقة وغياب محطات خدمات قريبة لتزويدهم بمادة المازوت الضرورية، لتشغيل محركات ومضخات المستعملة في النشاط الفلاحي، حيث أن أقرب محطة وقود ببلدية "بني راشد" والتي تبعد عنهم ب 15 كيلومترا، وهو ما يحتم على فلاحي المنطقة قطع هذه المسافة ذهابا وإيابا لتحصيل هذه المادة، ونفس الأمر ينطبق على بلديات "تلعصة"، "الحجاج" و"بني بوعتاب"، وأقرب محطة من هذه البلديات النائية لا تقل عن 30 كيلومترا وهو ما يزيد من متاعب فلاحي المنطقة وكذا ارتفاع تكاليف المنتوج الفلاحي بالمنطقة، والذي يتحمله في الأخير المواطن البسيط والمستهلك الذي عليه أن يتحمل نتائج هذا الارتفاع مطالب الفلاحين اقتضتها المصاريف الكبيرة والمرهقة التي يكابدونها، جراء استخدام الوقود لتشغيل مضخاتهم وسقي مزروعاتهم. وحسب أحد الفلاحين والمستثمرين بالمنطقة فإن تكلفة استخدام المازوت، على الخصوص خلال فصل الشتاء تتضاعف لأن الموسم الفلاحي مرتبط بالبذر والغرس في هذا الفصل، لذلك تكون الجهود مضاعفة به، وأمام قلة الحالة والوضعية المزرية للكثير من الفلاحين فإن المشكلة أصبحت تهدد موسمهم الفلاحي بالفشل، بالنظر إلى الأعباء والتكاليف الكبيرة التي أضحت ترهق كاهل هؤلاء الفلاحين الذين عليهم احتساب جميع هذه التكاليف في تحديد تكلفة المنتوج النهائي، والذي على ضوءه يتحدد السعر النهائي للبضاعة، من جهة أخرى يشكو فلاحي هذه المناطق من اهتراء الطرقات والمسالك بالبلديات والمناطق الفلاحية التي ينشطون بها، الأمر الذي أدى بالكثير من هؤلاء الفلاحين إلى إخراج منتجاتهم إلى مسافات طويلة لتقديمهم إلى الوسطاء الذين يحولونها بدورهم إلى سوق الجملة بالولاية، حيث اعتبر هؤلاء الفلاحين أن هذا المشكل لا يقل أهمية عن مشكل الإنارة الريفية وتوفير مادة المازوت، كما اعتبروه عقبة حقيقية في وجه أي استثمار فلاحي يرغبون بالقيام به.