وعد والي سكيكدة السيد "محمد بودربالي" في أول زيارة له قادته أول أمس إلى بلديات دائرة "تمالوس" غربي عاصمة الولاية، سكان "تمالوس" بالقضاء نهائيا على مشكل الأوحال التي ظلت تحاصرهم لسنوات عديدة، وقد استبشر سكان "تمالوس" خيرا وهم يشاهدون الوالي وهو يجوب شخصيا شوارع مدينتهم على قدميه وسط الأوحال التي ظلوا يسبحون فيها لسنوات طويلة. وذلك دون أن يلتفت أي مسؤول من المسؤولين السابقين لمعاناتهم حسب تعبير السكان، فحتى رئيس الدائرة السابق الذي قضى قرابة ال 06 سنوات على رأس دائرتهم لم تطأ قدماه شوارع وسط المدينة والأحياء المجاورة ولو لمرة واحدة، كما أن زيارات بقية المسؤولين كان مسارها يحدد بدقة لتكون تلك المناطق بعيدة عن أعينهم، وقد شملت زيارة الوالي بلديات الدائرة الثلاث "بين الويدان، كركرة، تمالوس"، حيث عاين العديد من المشاريع المنجزة والتي هي في طور الإنجاز، كما وقف ميدانيا على المشاكل التي يتخبط فيها سكان البلديات الثلاث، ودعا إلى إلى ضرورة التفكير وإعداد دراسات جادة قبل منح بعض المشاريع القطاعية التي لا يمكن استغلالها على أكمل وجه، مما يجعلها تبقى لسنوات غير مستغلة وعرضة للتخريب، حيث قال بأنه لا يمكن إنجاز مشاريع قطاعية ببلديات صغيرة دون استغلالها في الغرض المطلوب، في إشارة منه لروضة الأطفال والمحلات الحرفية وغيرها من المنشآت التي كلفت خزينة الدولة الملايير دون أن تعود بالنفع على المواطنين. وكانت أول نقطة توقف عندها الوالي بمنطقة "علي بوشبشب" ببلدية "كركرة" أين أمر المسؤولين المحليين بتحويل روضة الأطفال إلى دار للشباب، حتى يتمكن شباب البلدية من الاستفادة من خدمات هذا المرفق، الذي ظل مغلقا منذ أزيد من سنة بسبب عدم الإقبال على تسجيل الأطفال فيه لخصوصية المنطقة الريفية، وهو نفس المشكل الذي وقف عنده الوالي ببلدية "بين الويدان"، أين أمر بتحويله إلى قسم تحضيري لفائدة الأطفال حيث تساءل السيد "محمد بودربالي" في هذا الإطار عن صرف أموال ضخمة من طرف الدولة والإبقاء عليها دون استغلال أو خدمة عمومية، وهذا عكس المشروع الذي استفادت منه بلدية "تمالوس" والذي دخل حيز الخدمة منذ شهر سبتمر الماضي، الأمر الذي أعجب والي الولاية بالنظر إلى الإقبال الكبير لسكان المدينة على خدمات هذا المرفق، زيارة الوالي الاستطلاعية شملت كذلك حي "288 مسكنا" بمنطقة "بارون"، أين أعطى أمر إلى المكلف بتسيير شؤون البلدية على ضرورة وقف البناءات الفوضوية التي أضحت تعرف انتشار كبيرا بهذا الحي بالخصوص ب"تمالوس" وذلك حتى يتسن توصيل مختلف شبكات الصرف الصحي والغاز والماء للمواطن دون عناء، إلى جانب ذلك طالب بإعادة دراسة مشروع التهيئة الحضرية على مستوى هذا الحي الجديد ليعرج بعد ذلك ويتحقق أخيرا حلم سكان مدينة "تمالوس" بدخول الوالي والوفد المرافق له وسط المدينة، ما أثلج صدور سكان المدينة الذين شاهدوا ولأول مرة منذ الاستقلال والي ولاية ورئيس دائرة يتفقدون شوارع المدينة وسط الأوحال بعد معاناة حقيقية مع الأحذية البلاستيكية. هذه الأخيرة كانت مكانا للكلمة الافتتاحية لوالي الولاية، أثناء عقده لجلسة عمل بمقر الدائرة، أين فسح المجال أمام أسئلة المواطنين الذين تحدثوا معه مطولا عن مشاكلهم، وفي مقدمتها ضعف البرامج السكنية وعلى رأسها السكن الريفي الذي لم تستفد منه دائرة "تمالوس" التي يتجاوز عدد سكانها ال 100ألف نسمة، سوى من قرابة ال 500 وحدة سكنية بما فيها ترميم السكنات منذ قرابة ال 07 سنوات، إضافة إلى مشكل الطرقات الذي طرح بحدة خاصة من طرف ممثلي سكان بلدية "بين الويدان"، حيث طرحوا مشكل طريقي "لقراقس" و"آغبال" اللذان منحا للمؤسسات الإنجاز منذ قرابة السنتين إلا أن هذه الأخيرة لازالت لم تباشر عملها بعد لإنجاز المشروعين، بينما يعيش سكان المنطقتين ظروفا مزرية، وخاصة بعد أن رفض الناقلون الخواص العمل على هذين المحورين، كما تطرق سكان "بين الويدان" إلى افتقار مرافقهم الصحية للإمكانيات الضرورية وفي مقدمتها سيارة الإسعاف، حيث توجد قاعة ولادة تقدم خدماتها لأزيد من 20 ألف نسمة، إلا أن هذه الأخيرة تفتقر إلى سيارة إسعاف مما يجعل حياة النساء الحوامل اللائي يلدن في هذه القاعة في خطر حقيقي، وقد وعد السيد الوالي بالتكفل بكل انشغالات المواطنين، كما وعدهم بمزيد من الزيارات الميدانية خلال الأيام القادمة للوقوف على كل النقائص قصد التكفل بها.