باتت مختلف المراكز، المدارس والنوادي المختصة في تعليم اللغات الأجنبية بولاية سوق أهراس، تشهد مؤخرا إقبالا متزايدا حتى أضحت قوائم المنخرطين على مستوى هذه المؤسسات تسجل أعدادا وصلت إلى العشرات في بعض المراكز. حيث تمكنت ظاهرة تعليم اللغات الأجنبية إلى حد ما من جمع مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية من الجنسين، ومن مختلف الأعمار تحت سقف واحد، الشيء الذي عجزت عن تحقيقه باقي الظواهر والمبادرات التي كانت تنتهج نوعا من التمييز الاجتماعي والثقافي، فلا طالما كان تدريس اللغات بسوق أهراس حكرا على بعض النوادي والمراكز المختصة دون غيرها، وغالبا ما اقترن اسم الوافدين على هذه المؤسسات التعليمية بفئة اجتماعية معينة تمثل النخبة المثقفة غير أنه في السنوات الأخيرة باتت ظاهرة تعليم اللغات الحية مفتوحة في وجه كافة المدارس والمراكز الثقافية والمعاهد المعتمدة، ليمتد موجها إلى مختلف الشرائح الاجتماعية من الجنسين لتجسيد الحلم بالظفر بمنصب شغل على مستوى مؤسسة استثمارية أجنبية ناشطة بالولاية، ناهيك عن الرغبة في تحسين المستوى اللغوي للفرد. وفي هذا يقول "صالح" تاجر في إحدى المحلات قرب المركز الحدودي، أنه يتعلم اللغة الفرنسية ليتمكن من القراءة، فهم الآخرين والتكلم معهم، فعملي يتطلب مني أن أكون على دراية باللغة الفرنسية لكي أتحدث مع الزبائن الأجنبيين، "مريم" وهي حاملة لشهادة جامعية تؤكد أنها قامت بالتسجيل في دروس اللغة الإنجليزية والفرنسية، وذلك لتعزيز قدراتها اللغوية والتمكن من ترجمة وفهم بعض المراجع العلمية التي تتواجد غالبا باللغتين الفرنسية والإنجليزية وبعدها الحصول على منصب عمل بمؤسسة أجنبية علاوة، على أن الإقبال المتزايد على نوادي ومراكز تعليم اللغات الأجنبية قد ساهم نوعا ما في خلق مناصب شغل لبعض خريجي الجامعات ممن كانوا يعانون من شبح البطالة.