يصف سكان البناءات الفوضوية الواقعة بحي "عين الطريق" على بعد 3 كيلومترات من مقر عاصمة الهضاب العليا بسطيف، يومياتهم بالمأساة الإنسانية التي تقع أمام أعين المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير أمور هذه البلدية دون أن يجد أحدهم حلا نهائيا للمشكلة. حيث تعرض حي "عين الطريق" المنظم والمشيد قبل حوالي 30 سنة من اليوم، إلى ما يشبه اجتياحا حقيقيا للبناءات الفوضوية، والتي تجمعت عند أحد أطراف الحي مكونة في حد ذاتها حيا فوضويا يتكون من حوالي 300 مسكن قصديري، يأوي عشرات العائلات التي دفعت الظروف البعض منها لهذه الحياة دفعا، في حين كان الطمع والجشع وراء قبول عائلات أخرى بالوضع، الذي يفتقر لأبسط ضروريات الحياة الكريمة، حيث حرم الطابع الفوضوي للحي سكانه من كل الأبجديات، وما يميز الحي هو الطابع العنكبوتي الذي شيدت به هذه السكنات المتلاصقة، حتى صارت تشبه أزقة القصبة بضيقها ومتاهاتها، وقد عمد هؤلاء في عملية التشييد فقط على الطوب والإسمنت ومادة الترنيت، وهي طريقة لا تق من حر ولا تحمي من برد، بل تكون مصدرا لأمراض الربو والحساسية وغيرها. ويزداد السكان تعرضا للأمراض مع حرمانهم من كل شىء، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غاز ولا قنوات صرف، ولا أي شيء يرتق إلى كرامة الإنسان، فكل شىء هناك يخضع إلى منطق الفوضى، وهو ما سهل تحول بعض السكنات بهذه البناءات الفوضوية إلى أوكار لممارسة طقوس الفساد، وقد علقت إحداهن على الوضع قائلة: "فضلا عن كل العيوب فأنا أتقاسم مع أولادي الستة غرفتي الوحيدة مع الجرذان التي تصول وتجول كما تشاء"، أما أخرى فقالت "غادرنا حارات سطيف، لنجد أنفسنا في وضع مأساوي"، مع العلم أن المصالح المعنية قد حاولت قبل أكثر من 3 سنوات من اليوم تهديم هذه البناءات لكن السكان تدخلوا ومنعوا آلات الهدم بالاقتراب منهم، رغم اصطحابها لقوات الأمن، ويبقى كل الأمل لدى فئات واسعة من سكان هذه البناءات هو تدخل رئيس الدائرة ووالي الولاية من أجل فك الخناق، وإدراج الحي ضمن البرنامج الذي تبنته الإدارة والمتمثل في القضاء على السكنات الهشة.