كشفت تقارير إعلامية فرنسية أن ما لا يقل عن 1000 جزائري لا يزالون مُحتجزين في ميناء مرسيليا جنوبفرنسا بسبب سوء الأحوال الجوية التي شهدتها عدد من بلدان أوروبا، وأشارت إلى قوة الرياح التي وصلت سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة ما دفع قبطان سفينة «طاسيلي 2» إلى اتخاذ قرار بعدم المغادرة، فيما تسبب عطب في سفينة «طارق بن زياد» في إلغاء رحلة كانت مبرمجة الثلاثاء الماضي. ألزمت التقلبات المناخية التي شهدتها عدة مناطق في فرنسا، وبخاصة في الضفة الجنوبية، الشركة الوطنية للنقل البحري على إلغاء عدد من الرحلات، وقد أوردت تقارير تداولتها بعض الأوساط الإعلامية الفرنسية أن معاناة ما لا يقل عن 500 جزائري انتهت بعد ظهر أمس الأحد بعد أن قرّر طاقم سفينة «طاسيلي» مغادرة ميناء مرسيليا والإبحار باتجاه بجاية وعلى متنها 180 سيارة. ولم يجد المسافرون على متن «طاسيلي 2» أي خيار بديل سوى انتظار تحسن الأحوال الجوية من أجل العودة إلى أرض الوطن، وبحسب ما صرّح به المسؤول بالشركة الوطنية للنقل البحري، «عمار خباطو»، فإنه يمكن اعتبار مُعاناة هؤلاء التي دامت خمسة أيام قد انتهت عمليا بعدما قرّر القبطان الإقلاع أمس، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ المسافرين بكل التطوّرات حتى أنهم تلقوا بلاغات بمغادرة مطار مرسيليا. وإذا كانت الوضعية قد وجدت طريقها إلى الحل بالنسبة للمسافرين عبر سفينة «طاسيلي 2» بعد إقلاعهم نحو ميناء بجاية، فإن الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة للجزائريين الذين كان من المفترض أن يغادروا مرسيليا منذ الثلاثاء الماضي، فبعد العطب الذي لحق بسفينة «طارق بن زياد» تقرّر إقلاعهم الجمعة الماضي على متن سفينة أخرى وهي «ميديتيراني» تابعة لشركة النقل البحري، قبل أن يعود القبطان عن هذا القرار برفضه ذلك بحكم استمرار سوء الأحوال الجوية بالنظر إلى أن سرعة الرياح وصلت حتى حدّ 100 كلم في الساعة. واستنادا إلى تصريحات «عمار خباطو» فإن وضعية المسافرين الذين يوجدون على متن «طارق بن زياد» لم تجد طريقها إلى الحل بعد، مبعدا المسؤولية عن شركة النقل البحري، حيث أفاد في هذا السياق بأن ذلك يعود بالأساس إلى عطب تقني مفاجئ لحق بثلاثة من المولدات الرئيسية لمحرّك السفينة، وهو ما أدى إلى إلغاء رحلة الثلاثاء اضطراريا. ومن جهته، اعترف المدير التجاري بالشركة الفرنسية للنقل البحري، «بول دو روسون»، بأن وضعية 450 جزائري محتجز بميناء مرسيليا على متن «طارق بن زياد» لم تكن سهلة في ظل تلك الظروف الصعبة، وهو ما استوجب، حسبه، تجنيد عدد كبير من الأعوان من أجل التكفل والعناية بكل هذا العدد، لافتا إلى أن صعوبة الموقف يعود بالأساس إلى تزامن هذه الفترة مع احتفالات السنة الميلادية الجديدة، ليضيف: «نعلم بأن الظرف كان صعبا ولكننا قمنا كل ما في وسعنا من أجل أن نضمن لهم قضاء أوقات أحسن»، معتبرا نقل هؤلاء إلى سفينة «ميديتيراني» بمثابة إجراء بديل فقط «يؤكد الشراكة بين الجانبين».