في إطار عملية وقائية ردعية واسعة النطاق شملت الناحية الغربية من إقليم أمن ولاية الجزائر مساء أول أمس رافقت «الأيام» عناصر الأمن الوطني إلى عدد من «النقاط السوداء» التي تعتبر أخطر الأماكن بغرب العاصمة، وهذا في إطار تعزيز مكافحة الإجرام، حيث تم توقيف 34 شخصا تورط 16 منهم في قضايا حيازة واستهلاك المخدرات. العملية التي وقف «الأيام» على مجرياتها أسفرت عن توقيف 34 شخص خلال 5 ساعات فقط، تورط أصحبها في عدد من القضايا الإجرامية المختلفة، وتم توقيفهم إثر مراقبة 958 شخصا و881 مركبة حرر على إثرها 19 مخالفة جزافية. العملية جند لها أزيد من 5 آلاف شرطي من أمن ولاية الجزائر مدعمين بفرقتين الأولى مدعمة بكلاب مدربة والثانية راجلة، حيث أوضحت خلية الاتصال لأمن الولاية أن العملية استهدفت نقاطا محددة معروفة بكثرة الاعتداءات والمتاجرة بالمخدرات واستهلاكها وبيع أدوات مسروقة. انطلاق العملية التي جند لها أمن ولاية الجزائر الآلاف من عناصر الشرطة القضائية ناهيك عن وحدات الأمن الحضري، كان من ثكنة الشرطة ل«زرالدة»، حيث أكدت قيادات الشرطة على أهمية العملية التي تأتي بهدف تعزيز أمن المواطن وأملاكه بالعاصمة خلال الأسبوع الأخير من سنة 2010 الفترة التي تتميز عادة بتزايد تنقل الأشخاص في إطار احتفالات رأس السنة لاسيما بالمساء، وهي العملية التي وصفت بأنها وقائية احترازية وأمنية ردعية، بغرض الحد من كل أشكال الإجرام ومنها الاعتداءات الجسدية وسرقة السيارات واستهلاك المخدرات، كما وضع تحت تصرف أعوان الأمن الوطني المجندين تجهيزات تقنية حديثة ومتطورة تتضمن قاعدة معطيات للسيارات المسروقة والأشخاص المشتبه فيهم في مختلف أنواع الإجرام قصد تسهيل عمليات التفتيش والمراقبة. عناصر الأمن الوطني التي وضعت في تشكيلات أمنية شرعت في العملية في حدود الساعة السابعة مساء وهذا وفق مجموعة من الإرشادات التي تسير العملية.
وخلال هذه العملية تمكنت وحدات الشرطة القضائية ل«الحمامات» التابعة لإقليم أمن مقاطعة «باب الواد» طيلة الساعات الخمس من توقيف 10 أشخاص 7 منهم متورطون في قضية حيازة واستهلاك المخدرات وشخص بحوزته أقراص مهلوسة، في حين تم توقيف شخصين في قضية حيازة المخدرات، زيادة على مراقبة 232 سيارة تم على إثرها تحرير مخالفة لمركبة ببطاقة منتهية الصلاحية. بعد تحديد طريق العمليات وأكد رئيس الشرطة القضائية للحمامات على أهمية التركيز في عمليات مداهمة النقاط المحددة والتحلي ب«السرعة» و«الفعالية». انطلاق سيارات قوات الأمن إلى النقاط المذكورة كان بناء على معلومات استعلاماتية دقيقة قدمها المواطنون وتحرى عنها عناصر الشرطة. «شاطئ لابوانت» يعتبر بالنسبة لبعض الشباب مكانا مثاليا لتعاطي "الخمر"، "الكيف"، و"الحبوب المهلوسة"، وبمجرد مداهمة سريعة وخاطفة تم ضبط شابين متلبسين بحيازة المخدرات، حيث حاول أحدهم الفرار غير أن الخطة المحكمة وفطنة عناصر الشرطة القضائية حالت دون ذلك، ولم يجد هذا الشاب من سبيل سوى ترجي مصالح الأمن لإخلاء سبيله لأنه طالب في الحقوق ولا يريد تلطيخ صحيفة سوابقه العدلية لأنه يريد الانضمام لمصالح الأمن لدى تخرجه من الجامعة، حيث تم مباشرة توجيههما لمقر الشرطة بقصد تحرير محاضر في حقهما.
أوكار «الدمولة» ملاذ للمجرمين والمنحرفين
النقطة السوداء الثانية كانت شواطئ «الدمولة» والمشهورة بأوكار تعاطي المخدرات والدعارة، حيث قام عناصر الشرطة القضائية بمداهمة خاطفة تم القبض فيها على شخصين حاولا رمي سجائر "الكيف" وقارورات الخمر فور رؤيتهم لعناصر الشرطة القضائية التي باغتتهم في جو مظلم حيث حاولا التنصل من الجرم الذي أقدما عليه بادعائهما أن الخمر والمخدرات التي بجانبهم ليست ملكا لهما، حيث تم توجيههما لمقر الأمن بقصد تحرير المحاضر القضائية في حقهما، وفي هذا الصدد أكد رئيس العملية الضابط «ك.س» أن ظاهرة استهلاك وتعاطي المخدرات تعرف رواجا بين الشباب والمراهقين على وجه التحديد حيث يلجأون إلى الأوكار المنتشرة والأماكن المظلمة والمعزولة، خاصة عبر الشريط الساحلي لمنطقة الاختصاص. وبعد هذه النقطة السوداء ذكر قائد العملية عناصره بعملية مداهمة مقبرة المسيحيين ببولوغين والتي تشهد انتشارا لجريمة تعاطي واستهلاك المخدرات والحبوب المهلوسة، حيث داهمت عناصر الأمن الوطني المقبرة، أين تم العثور على شابين يتعاطون المخدرات وهم في حالة متقدمة من فقدان الوعي، عناصر الأمن التي رافقناها قامت بتمشيط المقبرة وكل الأماكن التي يشتبه بتواجد مشتبه بهم فيها خاصة من سارقي القبور، وحتى المشعوذين. الجولة التي قادتنا مع عناصر الشرطة القضائية للحمامات كشفت أن سلك الشرطة يعمل جاهدا من أجل الالتزام بشعار «الشرطة في خدمة الشعب» بالرغم من الظروف الصعبة النابعة من طبيعة المهام الموكلة إليهم، غير أن هذا العمل يتطلب تجاوبا وتعاونا من المواطنين، خاصة مع انتشار بعض الظواهر السلبية بين الشباب على وجه الخصوص على غرار استهلاك وتعاطي المخدرات والحبوب المهلوسة، السرقة وحمل الأسلحة البيضاء، وأكدت مصادر مطلعة ل«الأيام» أن الأمن الولائي لباب الواد سجل خلال 11 شهرا الأولى من العام الجاري مالا يقل 2500 شخص تم تقديمهم للجهات القضائية المختصة في جرائم مختلفة، بعضها لم يكن بارزا في السنوات الماضية كالاعتداء على الأصول.
توقيف 24 شخصا بزرالدة والشراقة
وفي إطار هذه العمليات الميدانية أوضحت خلية الاتصال والعلاقات العامة لمديرية الأمن الوطني، فإن أمن المقاطعة الإدارية للشراقة تمكن من مراقبة 315 شخص، تم توقيف 4 منهم لتورطهم في قضية حيازة أسلحة بيضاء محظورة، و4 أشخاص آخرين في قضية حيازة واستهلاك المخدرات و5 أشخاص في قضية حيازة واستهلاك المخدرات، زيادة عن مراقبة 116. كما أفادت المصادر ذاتها أن أمن ولاية زرالدة تمكن من مراقبة 360 شخص، تم توقيف 5 منهم متورطين في قضية حيازة أسلحة بيضاء محظورة، و5 آخرين في قضية حيازة واستهلاك المخدرات، ناهيك عن مراقبة 143 مركبة وتحرير مخالفتين لقيادة مركبة بدون رخصة. وفيما يتعلق بمصلحة الولائية للأمن العمومي فقد تمت مراقبة 390 مركبة وتحرير 16 مخالفة قانونية في قانون المرور.