طالب العديد من سكان مشاتي بلدية «القصبات» بدائرة رأس لعيون بباتنة من كافة المسؤولين المحليين بضرورة إيجاد حل يضع حدا لمعاناتهم القائمة بفعل انعدام الكهرباء عن منازلهم منذ سنوات الاستقلال، وهو ما جعل مئات العائلات بتلك المشاتي تواصل اعتمادها على الطرق البدائية لإنارة منازلها، ومن ذلك استعمالها ل«الشمع» وكذا «الكانكي» مع عشية كل يوم. كما تسبب غياب هذه المادة الحيوية في حرمان هؤلاء من مشاهدة التلفاز الذي لا يعرفون له مكانا في بيوتهم، يحدث هذا في الوقت الذي بلغت فيه التكنولوجيا أوج التقدم والازدهار وهو ما سمح بتعميم فوائدها لتيسير مختلف شؤون الحياة، غير كل ذلك ما يزال بعيدا عن متناول هذه العائلات، وفي هذا الصدد أفاد عدد من المواطنين الذين التقيناهم بمنطقتي «بوطالب» وكذا منطقة «العقنة» بأن ما يصبهم سببها الرئيس تلك الوعود الواهية التي لم تعرف لحد الآن سبيلها إلى التجسيد الميداني من قبل المسؤولين المحليين، معبرين في الآن نفسه عن سخطهم الكبير جراء انعدام هذه الخدمة البسيطة، هذا بغض النظر عن الخدمات الأخرى التي يعتبرونها من الأحلام، ويأتي في مقدمتها انعدام الغاز والنقل، إلى جانب الغياب الواضح لمظاهر التهيئة الحضرية ومختلف المرافق الضرورية بها، والتي من شأنها أن تسهل عليه قضاء مصالحهم وشؤونهم في أحسن الظروف وأيسرها. هذا كما أشار ذات المتحدثون ل"الأيام" أنهم يعانون كثيرا في ظل قساوة الشتاء الذي يميز المنطقة بفعل علوها وقربها من الجبال، غير أن الجهات الوصية حسبهم لم تكلف نفسها عناء الوقوف على واقعهم المعيشي الصعب، وهو ما جعلهم يفكرون في كل الأحوال بالنزوح نحو البلديات المجاورة بحثا عن الاستقرار وعن ظروف أفضل للحياة، تاركين ورائهم أملاكهم ومقرات سكناهم، علما أن هذه البلدية ذات طابع فلاحي وما عزز ذلك الخصوبة الكبيرة التي تُعرف بها أراضيها. وفي سياق مواز، وعقب رفعنا لهذا الانشغال إلى مصالح "سونلغاز"، أفادت هذه الأخيرة على أن ما هو حاصل على مستوى تلك المشاتي بما في ذلك مقر بلدية «القصبات» هم على دراية به وقد تم أخذها في أجندة الأولويات لسنة 2011.