تعقد اليوم قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين اجتماعا يوصف ب «الهام» يجمع أعضاء الأمانة الوطنية بالأمناء العامين للفدراليات بهدف مناقشة تطورات الجبهة الاجتماعية، ويُنتظر الخروج بقرارات تقضي بضرورة تعزيز اليقظة وسط العمال في هذا الظرف بالذات، وعلى إثر ذلك ليس مستبعدا الخروج بخطة عمل للقيام بحملة تحسيس واسعة تكون ركيزتها عرض حصيلة الإنجازات التي تحقّقت لفائدة الطبقة الشغيلة. يأتي اجتماع الأعضاء القياديين في الأمانة الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين بأمناء الفدرالية التي تخضع إلى وصايته، تزامنا مع الحراك الدائر على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، وهو في الواقع استمرار لمساعي تفعيل لجان اليقظة التي سبق وأن أُعلن عنها قبل فترة قصيرة على مستوى جميع الولايات والمؤسسات العمومية والخاصة، وبحسب ما علم فإنه يُراد من خلال هذا اللقاء قطع الطريق أمام أية محاولات لاستغلال العمال في مثل هذا الظرف بالذات. وعلى هذا الأساس أشار مصدر قيادي بالمركزية النقابية إلى أن الأمين العام «عبد المجيد سيدي السعيد» حريص على تقديم بعض التوجيهات لأمناء الفدرالية التي تشدّد على ضرورة الشروع في حملة تحسيس واسعة عبر كافة المؤسسات وفي كل ولايات الوطن دون استثناء، ومن المنتظر أن يتم تكليف هؤلاء بالنزول إلى الميدان في أقرب الآجال لتنظيم جمعيات عامة تحسيسية تُذكّر العمال بخطورة الانخراط في أي مسعى قد يرهن مصالحهم بالدرجة الأولى. واستنادا إلى المصدر ذاته فإن قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين ستزوّد أمناء الفيدراليات بحصيلة المكاسب التي تحقّقت لفائدة الطبقة الشغيلة في السنوات الأخيرة بما في ذلك الزيادات في الأجور مع العمل في الوقت ذاته تُجاه الحفاظ عليها من خلال ضمان الهدوء وسط محيط العمل والوقاية من أي انزلاق يؤثّر سلبيا على أداة عمل المؤسسات خلال أي مظاهرات قد يتم تنظيمها، مع العلم أن المركزية النقابية التزمت بتعزيز كل ما يضمن التهدئة الاجتماعية من خلال اعتماد الحوار وسيلة وحيدة للتفاوض مع السلطات العمومية. وتبرز أهمية لقاء اليوم الذي سيعقد ب «قصر الشعب» كونه جاء قبل أيام قليلة فقط لقاء عن الحالي التي دعت إليها ما يسمى ب «التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير» يوم 12 فيفري الجاري، ولذلك فإن «سيدي السعيد» يُدرك بأن العمال سوف لن يكونوا بمنأى عن مناورات بعض الأطراف التي تسعى إلى الاستثمار في مشاكلهم وإقناعهم بالانضمام إليها وهو ما يعني خلق حالة من التململ. وقد استبق الاتحاد العام للعمال الجزائريين اجتماع اليوم بتشكيل «لجان يقظة» على مستوى المؤسسات وذلك موازاة مع لجوء «الأرسيدي» إلى محاولة تنظيم مسيرة شعبية وسط العاصمة، قبل عشرة أيام، وتمّ في هذا الإطار تنصيب اللجان على مستوى الاتحاد الولائي بالعاصمة برئاسة أمينه العام «صالح جنوحات»، وشملت اتحاداته المحلية العشرة بما فيها المناطق الصناعية بالرغاية والرويبة إلى جانب كل من الحراش، واد السمار، بابا أحسن والشراقة. ورغم خصوصية هذا الاجتماع فإنه من المُرتقب أيضا مناقشة تقييم عملية تطبيق الاتفاقيات القطاعية والجماعية التي تم التوقيع عليها في الفاتح من شهر ماي للعام الماضي، مع الإطلاع في الوقت نفسه عن مدى تقدم تحضير الاتفاقية الخاصة بقطاع الإعلام التي لم يُوقع عليها إلى غاية الآن، في حين أكد مصدر «الأيام» بشأن موعد انعقاد لقاء الثلاثية الذي كان تأجل بعد الاحتجاجات التي الأخيرة بسبب الارتفاع المُسجل في أسعار المواد الغذائية، أنه لم يتم تحديد أي تاريخ لعقده وأن هذا الموضوع لم يعد من الأولويات في الوقت الراهن.