أشارت لجنة الشباب والرياضة التابعة للمجلس الولائي لباتنة، في آخر تقرير لها والذي يخص النشاط الترفيهي للشريحة الشبانية، عن افتقاد العديد من دور الشباب إلى العناية الكافية من الجهات الوصية، حتى تكون في مستوى المهام المنتظرة منها، في غياب التحفيز على التكوين في مختلف الحرف والنشاطات التي تعود بالفائدة أو تبعث الترفيه في نفوس هذه الشريحة. افتقاد الكثير من دور الشباب على مستوى بلديات الولاية للتأطير البيداغوجي الرسمي، الذي يتطلبه القطاع حرم الكثير من الشباب من التكوين والترفيه، وفي الوقت الذي تبقى فيه أخرى في موصدة الأبواب منذ عدة سنوات عن تاريخ إنجازها، على غرار ما هو حاصل في دور الشباب المتواجدة في «أولاد سلام»، «القيقبة»، «الحاسي» التي لازالت مؤطرة من طرف موظفي عقود ما قبل التشغيل، وفي الوقت الذي تبقى فيه دار الشباب ببلدية «إينوغيسن» مغلقة منذ أكثر من أربع سنوات دون أن تفتح أمام شباب المنطقة الذين يعانون من الفراغ والحرمان من مثل هذه الخدمات، وهو الواقع نفسه الذي تحياه دار الشباب ب«سريانة» التي لازالت غير مستغلة لوجودها في حالة متقدمة من الاهتراء، مما جعل الشباب الناشطين بها يحوّلون جملة نشاطاتهم إلى المركز الثقافي، وهو الوضع نفسه الذي تعيشه دار الشباب ب «عيون العصافير» التي تطلب دراسة وضعيتها ومن ثمة إعادة الاعتبار لها، في الوقت الذي تضمن فيه التقرير بضرورة ترميم عديد دور الشباب التي تآكلت مع مرور الوقت على غرار ما هو حاصل في «مروانة»، «عين التوتة»، «الشمرة»، «تيمقاد» وغيرها، في المقابل دعت لجنة الشباب والرياضة التابعة للمجلس الشعبي الولائي إلى تعميم إنجاز دور الشباب على مستوى بقية بلديات الولاية، وإحصاء ودراسة الوضعيات المشكلة للعناصر السلبية، ومنها الدور المغلقة والمهددة بالانهيار، إضافة إلى تلك التي تفتقد إلى التجهيز أو تلك الضعيفة النشاط. وحسب الأرقام المقدمة التي تعكس الوضعية الصعبة لهذا القطاع الذي يعنى بالشباب، فإن حوالي 19 مؤسسة في 17 بلدية، تفتقد إلى التأطير البيداغوجي الرسمي المعتمد من القطاع، لأسباب تعود إلى حالة الغلق أو الوضعيات المهددة بالانهيار، إضافة إلى غياب التنسيق والإعلام لتوجيه الشباب نحو التكوين لأجل توظيفهم وتحويلهم مباشرة للإشراف على هذه المؤسسات القريبة من مقرات سكناهم، والشيء السلبي الآخر الملاحظ ميدانيا هو عزوف الشباب عن التكوين خاصة في البلديات النائية، إما بسبب غياب التنسيق والإعلام وحسن التوجيه أو لأسباب أخرى تتعلق بغياب الرعاية الكافية بهذه الفئة التي حرمت من حقها في المتابعة والتأهيل، رغم الأموال الكبيرة التي صرفت في هذا الجانب، دون أن تنعكس بالإيجاب على مستحقيها، وهو ما جعل المهتمين بهذا الجانب يدعون من الآن إلى إعادة النظر في تسيير دور الشباب في مختلف بلديات الولاية، بهدف رد الاعتبار لمثل هذه المشاريع ووضعها في السياق المنتظر منها منذ البداية.