«إن الدبلوماسية الجزائرية تأخرت في التعاطي مع الشأن الليبي، لكن المجلس الوطني الانتقالي أخطأ كثيرا عندما راح يكيل التهم للجزائر». والتصريح للدكتور حسني عبيدي. يا دكتور.. ماذا لو قمنا بتشريح كلمة «تأخرت»؛ أكيد سنجد أنها تأخذ عدة مفاهيم في علوم السياسة والدبلوماسية؛ فهي لا تعني بالضرورة «فشلا» أو عمى ألوان أصاب جهاز الدبلوماسية الجزائرية فتركها تتخبط ولا تعرف أن عَلم القذافي مشكَّل من لون واحد وأن عَلم مناوئيه له أربعة ألوان. وماذا لو قلنا كذلك يا دكتور؛ إن موقف الجزائر «المتأخر» كان حكيما جدا، لأنه مؤسس على قنوات دبلوماسية استشعرت واستخبرت الميدان جيدا.. موقف غير مبني أبدا على وسائل إعلام تُري الجميع ما ترى وما تهديهم إلا سبيل الضلال، خدمة طبعا لأجندات خفية وشبه خفية وغير خفية على أحد. إن الجزائر يا دكتور، وأنت ابنها العليم والخبير، لم تتخندق دبلوماسيا وسياسيا أبدا، ولم تنتصر في تاريخها لأي طرف، سوى لمن يخدم مصالح الشعوب التي لا يقودها بالضرورة مجلس وطني انتقالي سرق من الليبيين ثورتهم وراح بمكر وخسّة يوزّع صكوكا للغفران وأخرى للخطيئة، فكال سيلا من الأكاذيب والأراجيف والتهم للجزائر وما أدراك ما الجزائر..(إنها شمس الله المضيئة التي من تحدّاها احترق).