أعلن سفير مصر الجديد بالجزائر، «عز الدين فهمي»، أن بلاده تتطلع إلى بناء حوار إستراتيجي مع الجزائر في المرحلة المقبلة، معترفا بشكل ضمني بأن العلاقات الثنائية شهدت نوعا من الجمود خلال المرحلة الماضية وتحديدا في عهد الرئيس المخلوع «محمد حسني مبارك». وفي غضون ذلك ينتظر أن يحلّ ببلادنا في الأيام المقبلة وزير الخارجية «نبيل العربي». شرع السفير الجديد لجمهورية مصر العربية بالجزائر، «عز الدين فهمي»، في ممارسة مهامه الدبلوماسية بعد أن وصل إلى مطار «هواري بومدين» الدولي مساء الأحد من أجل تقديم أوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية، وقد تقرّر تعيينه في هذه المهمة بعد «ثورة 25 يناير» التي أطاحت بنظام الرئيس السابق «حسني مبارك» الذي كان وراء تسميم العلاقات الثنائية في أعقاب مباراة المنتخبين في أم درمان في 18 نوفمبر 2009. ورغم إدراكه بأن التوتّر الذي كان من تركة النظام السابق، إلا أن «فهمي» بدا في تصريحاته لدى وصوله إلى الجزائر متفائلا نسبيا بالانتقال بالعلاقات الثنائية إلى مستوى خصوصيتها التاريخية، حيث قال في تصريح له بالمطار إن بلادنا «تعد دولة محورية في منطقة المغرب العربي»، كما أكد اهتمام الحكومة المصرية البالغ ب«توطيد العلاقات مع الجزائر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتعاون العلمي والفني». وأكثر من ذلك فإن «عز الدين فهمي» الذي يُعتبر أول سفير لجمهورية مصر لدى الجزائر بعد «ثورة 25 يناير»، أعلن عن تطلع الحكومة المصرية لبدء ما أسماه «حوار إستراتيجي بين البلدين» بالإضافة إلى «استعادة مستوى التنسيق الذي يتناسب مع عمق العلاقات التاريخية»، وأضاف في السياق ذاته أن التوجيهات التي حصل عليها من طرف وزير الخارجية «نبيل العربي» تؤكد على أهمية «العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين اللتين يجمعهما ماض عريق ومستقبل واعد في كافة المجالات». وأورد «فهمي» الذي جاء تعيينه في منصبه الجديد خلفا للسفير السابق «عبد العزيز سيف النصر» التي انتهت مهام عمله الشهر الماضي بعد فترة عمل استمرت أربع سنوات، أنه فخور بأن يشغل هذا المنصب في الجزائر بالذات، وأشار إلى أن حرصه سيكون، زيادة على تعزيز العلاقات الثنائية، «على دعم احتياجات الجالية المصرية في الجزائر باعتبارها علي رأس أولويات السفارات والقنصليات بالخارج في مرحلة ما بعد ثوره 25 يناير». وعلى صعيد آخر كشف «عز الدين فهمي» عن زيارة مرتقبة يجريها الدكتور «نبيل العربي»، وزير الخارجية المصري والأمين العام للجامعة العربية، إلى الجزائر خلال الفترة المقبلة في إطار جولة عربية، دون أن يُحدّد موعدها، حيث اكتفى بالإشارة إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى بحث سبل تفعيل العمل العربي المشترك في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها الدول العربية والتحولات الكبيرة التي تشهدها العديد من دول المنطقة وكذلك بحث الأخطار التي أصبحت تحدق بالعالم العربي. وفي المقابل لفت المتحدث إلى أن «المنطقة العربية تشهد حاليا تطورات سريعة جدا ولا بد من وجود رؤية وتبادل المعلومات وزيادة التنسيق والتقييمات من منطلق أننا جميعا شعوب عربية وفي منطقة واحدة..»، مؤكدا أن الحوار الاستراتيجي سيكون كفيلا لتحقيق الاستقرار في منطقة المغرب العربي والمشرق وللأمة العربية كلها.