تعكف مصالح الأمن المختصة على التحقيق في عدد من الموانئ الجافة والمستودعات، على غرار الميناء الجاف بالصنوبر البحري والميناء الجاف ببومرداس والميناء الجاف بالرويبة، بعد اكتشاف اختفاء عشرات الحاويات، التي أعيدت إلى الموانئ فارغة، وأشارت النتائج الأولية للتحريات إلى ورود اسم رجل أعمال إمارتي وآخر لبناني وآخران جزائريان. شكلت المديرية العامة للأمن الوطني وحدات خاصة لمكافحة الجريمة بالموانئ والمطارات وقالت مصادر «الأيام» أن اللواء «عبد الغاني الهامل» قد وعد في أكثر من مرة بتطهير ميناء العاصمة وموانىء أخرى على غرار ميناء وهران وعنابة، من عمليات التهريب والتزوير والرشوة. وفي هذا الصدد أحبطت مصالح الأمن بميناء العاصمة في الأيام القليلة الماضية محاولة رجل أعمال لبناني إدخال مواد تنظيف فاسدة لفائدة عدة شركات جزائرية تنشط واحدة منها بالعاصمة وشركة أخرى بولاية بجاية، إلى جانب شركة تنشط بعدد من ولايات الغرب. وتم إحباط تمرير كميات كبيرة من المواد الأولية الخاصة بمواد التنظيف بعد تعطل «السكنار» الرئيسي بميناء الجزائر حيث تمت عملية المراقبة عن طريق أجهزة يدوية ومخبرية عادية وبسيطة وهو ما سهل من تمرير 4 حاويات ذات 40 قدما نحو مستودع بالمحمدية غير أن مصالح الأمن تفطنت للعملية وقامت بحجز الكمية قبل أن تصل للأسواق. وقال ذات المصدر إن مصالح الجمارك اتخذت قرارات بتوقيف أعوان، كما تقوم في الوقت نفسه بتدابير استباقية لحماية الجمركيين من كل أشكال الضغط، من خلال تحويلهم بشكل دوري من مراكز عملهم إلى مراكز أخرى، وأضاف المصدر بأن أعوان الجمارك لا يمكثون في المركز نفسه لأكثر من سنة ونصف، وقد تصل الفترة إلى ستة أشهر فقط، وأشار إلى أن إدارة القطاع، اتخذت في الأسبوعين الماضيين قرارات ضد 10 جمركيين تورطوا في قضايا فساد، وفي هذا السياق قالت ذات المصادر أن المصالح القضائية تحقق حاليا في ملفات 20 جمركيا، من بينهم 3 تورطوا في عمليات تهريب للمخدرات وأسلحة عثرت عليها مصالح الأمن بولاية الشلف. وبخصوص مكافحة التهريب على الحدود، كشف ذات المصدر أمرت السلطات العليا أمرت إدارة الجمارك بتدعيم المراقبة على الحدود وتشديد الرقابة، مشيراإلى وجود تنسيق مع مصالح الأمن الأخرى على مستوى الحدود لوقف نشاط عصابات التهريب، خاصة تلك المتخصصة في تهريب السلاح والمخدرات.