ستنظر جنايات العاصمة خلال دورتها القضائية المقبلة التي ستنطلق أكتوبر الجاري في ملف ثلاثة إرهابيين كانوا يستعدون لتفجير محطة نقل الطلبة بتافورة بغرض إلحاق أضرار بميناء العاصمة المحاذي لها بعدما فشلوا في تفجير مقبرة «سيدي رزين» ببلدية براقي. وحسب ما ورد في الملف القضائي فقد ألقي القبض على المتهمين أواخر شهر رمضان لسنة 2010 وكان البحث جار عنهم منذ سنة 2009 بعد ورود معلومات لمصالح الأمن مفادها وجود قنبلة في محطة تافورة بالعاصمة، ولكن تم تفكيكها قبل تفجيرها، حيث كلف أحدهم بوضعها في مكان قريب من ميناء الجزائر في المحطة. القنبلة التقليدية كانت مخبأة في علبة «كارتون»، وتفطنت لها مصالح الأمن بعد ترصد اتصالات أحد المشتبه بهم، ومن خلال توقيف أحد المتهمين تم الوصول للبقية، الذين وجهت لهم تهم الانتماء للجماعات الإرهابية والمشاركة في وضع متفجرات في مواقع حساسة. وحسب مصادر أمنية فإنه يوجد 4 إرهابيين آخرين في حالة فرار كانوا يستغلون الموقوفين في التخطيط لعمليات تفجيرية أثناء الأعياد والاحتفالات الرسمية، حيث كان المتهم «د.خيرالدين» قد تلقى في جوان 2009 اتصالا هاتفيا من الإرهابي «خوخي محمد» والذي عرض عليه مساعدة الجماعات الإرهابية وطلب منه إحضار مجموعة من المؤونة فاستجاب لطلبه، في أكثر من مرة، كما طلب منه إحضار المدعو «ش.محمد» وفعلا توجه على متن سيارة المدعو «ش.مسعود» إلى غاية مفتاح واستلم منه مبلغا ماليا قدر ب15 ألف دينار لشراء بعض الألبسة وكذا 3 هواتف نقالة و103 أقراص مضغوطة وقد كان رفقة إرهابيين يحملون سلاح كلاشينكوف وقنبلة موضوعة في علب عصير متبثة في هاتف نقال. وعند استنطاق المتهم «ش.محمد» اعترف فعلا أنه استلم القنبلة وقام بوضعها بمقبرة سيدي رزين ببراقي غير أنه تراجع احتراما لحرمة المكان فقام بنقلها إلى محطة نقل الطلبة بتافورة بعد أن وضعها في علبة كرتون ولكن انتبه لها رجال النظافة وتم تفكيك القنبلة قبل انفجارها، كما بقي على اتصال دائم بالإرهابي «خوخي» الذي طلب منه مرة أخرى وضع قنبلة في مكان آخر غير أنه رفض ذلك، على حد قوله. أما المتهم «ش. م» فقد أنكر التهمة المنسوبة إليه وأنه فعلا قد أعار سيارته للمدعو «د.خ» لنقل والدته، مشيرا إلى أنه لا يعلم أنه ينشط لصالح الجماعات الإرهابية، في حين فند المتهم «د.حير الدين» جميع الأفعال المنسوبة إلية، مصرحا أنه لا يعرف الإرهابي «خ.محمد» ولم يتلق منه أي اتصال هاتفي ولم يتنقل إلى منطقة خميس الخشنة. وسيواجه المتهمون الثلاثة «ش.محمد» وابن عمه «ش.مسعود» الذين ينحدران من منطقة براقي وشريكهما «د.خير الدين» من مدينة مفتاح بالبليدة وينشطون في مجال التجارة، جناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن والإسناد وقتل المدنيين باستعمال المتفجرات.